توّجت بطولة السيف للمزافن في الفجيرة، مساء أول من أمس، جماهيريتها، ودقة أداء المتسابقين الشباب فيها، وفرادته، واكتست البطولة المحلية ذات الصبغة التراثية برداء عالمي، بعد أن حضر مندوبو موسوعة غينيس للأرقام القياسية، من أجل تسجيل رقمين قياسيين عالميين جديدين، هما أعلى «غلية» (رمية) سيف، وأكبر تجمع لأداء رقصة الرزفة التقليدية (سيف)، وهو الحدث الذي استضافه مقر البطولة التقليدي في أحضان قلعة الفجيرة التراثية.

ليلة خاصة شهدها متسابقو الجولة الرابعة، منتشين بإنجاز بطولتهم، على الرغم من أنها لاتزال بعد في نسختها الأولى، وانعكست الأخبار الإيجابية التي ستكسب المنافسات في الجولات المقبلة، وكذلك الدورات المتعاقبة اهتماماً أكبر، ربما يكون مبرراً لأن تصبح تلك البطولة التي تحيي فن «المزافن» التراثي الذي يقوم على فنون ومهارات المنازلة بالسيف عبر لوحات استعراضية، ذات قدرات استثنائية على جذب جماهير من ثقافات مختلفة.

شحوح

ترجمةً لتمكن المنتمين إلى قبيلة الشحوح بشكل خاص من فن المزافن، استطاع المتسابق الشاب هزاع الشحي تحقيق رمية رأسية للسيف بذراع واحدة وصل ارتفاعها إلى حدود أذهلت المتابعين، بعدما طال الارتفاع، لتؤشر أدوات الرصد إلى بلوغ السيف مستوى وصل إلى 21 متراً، ما يعني ـ حسب إحصاءات الموسوعة العالمية ـ أن رمية الشحي هي الأعلى في العالم، وهو الأمر الذي لا يعتمد وفق فنيات هذ الفن على قوة الذراع فقط، بل على تقنيات كثيرة مهمة تضمن سلاسة الرمية، وإعادة تسلم السيف بمهارة تنسجم مع الإيقاع والنغم الموسيقي المصاحب، فضلاً عن الحرص على توافر عنصر الأمان للمتسابق المتسلم للسيف ومنافسه وأيضاً الجمهور، أثناء تجربة رمي السيف رأسياً وإعادة تسلمه باليد نفسها.

وتمثل الرقم الثاني القياسي الذي دخل بـ«سيف الفجيرة» موسوعة غينيس في تحقيق أكبر تجمع لأداء رقصة الرزفة التقليدية (سيف)، في الدورة الأولى لـ«بطولة السيف»، إذ اجتمع 285 من راقصي الرزفة من مختلف أرجاء الإمارات والقبائل والطلاب لتحطيم الرقم السابق المسجل في الهند. وشهد سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، تحقيق هذين الإنجازين، في الوقت الذي حضر مسؤولون من الموسوعة العالمية لتوثيق وتسجيل هذا السبق باسم الإمارات.

الجولة الرابعة من البطولة جاءت الأكثر حماسة ومتابعة في مقر إقامتها، فيما حرصت على نقل تفاصيلها وكواليسها قناة سما دبي على الهواء مباشرة، وايضاً قناة الفجيرة الفضائية، ما جعل حماسة الجمهور في المدرجات وأجواء الشعر والغناء المصاحبة تنتقل إلى جماهير أوسع.

فيما عكست النتائج تأهل المتسابقين: ياسر زيد قدور الشحي، وسعيد حسن اليماحي عن الجولة الماضية، بعد أن نال الأول نسبة 49٪ من تصويت الجمهور عبر الرسائل القصيرة، فيما نال الفائز الثاني نسبة 13٪ من إجمالي الأصوات التي بلغت في هذه الحلقة 25589 صوتاً.

وشارك في الجولة ثمانية متسابقين جدد تتاح لهم الفرصة للمشاركة للمرة الأولى في فعاليات الدورة الأولى من بطولة السيف «المزافن».

منافسات

بداية منافسات هذه الحلقة، كانت مع الثنائي عبدالله علي أحمد الشحي وسلطان راشد الحبسي اللذين قدما أداء لافتاً، استحق الأول مجموع درجات بلغ 25 نقطة، فيما استحق الثاني 23.6 نقطة، ليقدم بعد ذلك الثنائي الثاني: حمد بن علي الشحي وجاسم محمد الكمزاري أداء نال استحسان الجميع، على إيقاع أغنية السيف بصوت الفنان الإماراتي حسين الجسمي، إذ نال الأول 23.5 نقطة، فيما نال الثاني 24.6 نقطة، ليتخلل هذه المنافسات استراحة غنائية مع الفنان فاضل المزروعي.

بعد ذلك تابع المتسابقون تقديم عروضهم أمام لجنة التحكيم، إذ قدم كل من خالد عبدالله أحمد الشحي، وحسن محمد علي، أداءهما لينال الأول 29 نقطة، والثاني 28.6 نقطة، مع إشادة من جميع أعضاء لجنة التحكيم، فيما اختتم المتسابقان: سيف أحمد سعيد الشحي ومحمد أحمد الكمزاري أداءهما وسط حماسة الجمهور لينال الأول 27 نقطة والأخير 27.5 نقطة.

إلى جانب الأجواء الحماسية والفنية، قدم الشاعر الإماراتي عيضة بن مسعود مجموعة من قصائده، بدأها بقصيدة خاصة إلى سمو ولي عهد الفجيرة حملت عنوان «سيف الفجيرة»، بالإضافة إلى قصائد أخرى تتلاءم مع أجواء هذه المناسبة، وقدم الفنان فاضل المزروعي بعض أغنياته، لتختتم منافسات هذه الحلقة بانتظار نتائج تصويت الجمهور، ونهاية المرحلة الأولى للوصول إلى الحلقة الختامية التي سيتوج فيها الفائزون بالبطولة التراثية.

يذكر أن اللجنة العليا المنظمة للبطولة برئاسة الشيخ عبدالله بن سيف الشرقي رصدت العديد من الجوائز المهمة، إذ سينال الفائز الأول سيفاً ذهبياً وسيارة و100 ألف درهم، والفائز الثاني سيفاً فضياً و60 ألف درهم، والفائز الثالث سيفاً برونزياً و40 ألف درهم، فيما سينال الفائزون من الرابع إلى الثامن 10 آلاف درهم.

المصدر : الامارات اليوم 28 نوفمبر 2010