واستقبلت أول ممرضة إماراتية، وهي في العقد الثامن من العمر، وفق تقديرات أقاربها، نظيرتها البريطانية في منزل شقيقها المرحوم إسماعيل سالم الشرهان بمنطقة الظيت في مدينة رأس الخيمة، بحضور محمد الكيت، مدير عام دائرة الآثار والمتاحف في رأس الخيمة، وعدد من المسؤولين، بجانب ابن شقيق سلمى الشرهان .
وعرفت الممرضة البريطانية المتقاعدة بين أبناء رأس الخيمة باسم عربي، أطلقه عليها أهالي الإمارة، هو (الدكتورة مريم) . وتخللت الدموع التي ذرفت من عيون الممرضتين المسنتين، مشهد أول لقاء بعد تلك الأعوام الطويلة، وسط تأثر الحضور .
وكانت روث غادرت الدولة مطلع سبعينات القرن الماضي، مع الموظفين والضباط البريطانيين، الذين خدموا في دوائر ومؤسسات رأس الخيمة قبل الاتحاد .
وتلقت الممرضة المواطنة الأولى، التي كرمتها جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية في دورتها السادسة عام ،2010 تدريبها في مهنة التمريض على يد الممرضة البريطانية، خلال فترة عمل الأخيرة في رأس الخيمة، لتجمعهما في أعوام لاحقة علاقة زمالة وصداقة قوية، فيما جمعتهما ذكريات حافلة ومشاهد ومواقف عديدة على مر أعوام طويلة، استرجعتها الممرضتان خلال اللقاء .
ورغم الظروف الصحية الحرجة، التي تعانيها الممرضة الإماراتية الرائدة، لإصابتها بأمراض عدة، وتقدمها في السن، وضعف حاسة السمع لديها، تمكنت الشرهان من التعرف إلى معلمتها الأولى في عالم التمريض على الفور .
واستغرق اللقاء بين الممرضتين الإماراتية والبريطانية أكثر من ساعة، برغم أن الظروف الصحية لأقدم ممرضة مواطنة لا تسمح لها بالمكوث كثيراً، إلا أن سلمى الشرهان طلبت من أبناء شقيقها والوفد المرافق للممرضة البريطانية المتقاعدة بقاء معلمتها وصديقتها القديمة بواسطة الإشارات، لعجزها عن النطق حالياً، بسبب أزمة قلبية أصابتها سابقاً .
اللقاء جاء بناء على طلب من الممرضة البريطانية، ولم يقتصر على استرجاع شريط الذكريات فحسب، بل اصطحبت معها صورتين قديمتين ترجعان إلى عام ،1968 تجمعانها في رأس الخيمة مع سلمى الشرهان .
معروف أن سلمى سالم الشرهان قدمت عطاء مشهوداً طوال أعوام خدمتها في وزارة الصحة، وفي سنوات ما قبل تأسيس الدولة .