سلطان القاسمي: نتشرف بوجود من اتخذوا ضمائرهم مطية لقراراتهم

2847355319

موقع الطويين : البيان

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ان الشارقة تتشرف بوجود كوكبة من أصحاب القرار والذين اتخذوا ضمائرهم مطية لقراراتهم، مشيرا سموه أننا كنا نراقبهم ونستمع إلى كلماتهم فكانت رقابنا تشرئب فخراً لتلك المواقف. ولا أريد أن أعدد تلك المواقف فأنتم أدرى بهم في خلال السنوات السابقة”.

جاء ذلك خلال افتتاح أعمال الدورة الثانية من “منتدى الاتصال الحكومي” صباح أمس، بمركز إكسبو الشارقة، بحضور رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، وسمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة، ومعالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التجارة الخارجية.

والشيخ عبد الله بن محمد آل ثاني رئيس دائرة الطيران المدني في الشارقة، والشيخ عصام بن صقر بن حميد القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ خالد بن عبد الله القاسمي رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك في الشارقة .

والشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مركز الشارقة الاعلامي، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق”، والشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، والشيخ محمد بن صقر القاسمي وكيل وزارة الصحة المساعد مدير منطقة الشارقة الطبية، والشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني مدير عام مركز الشارقة للإحصاء.

والشيخ خالد بن عصام القاسمي مدير عام دائرة الطيران المدني بالشارقة، والشيخ سالم بن عبد الرحمن بن سالم القاسمي مدير مكتب سمو الحاكم، كما حضر افتتاح منتدى الاتصال الحكومي بدورته الثانية معالي عبد الرحمن العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ومعالي حميد محمد القطامي وزير الصحة، وعبد السلام المجالي رئيس الوزراء الاردني الأسبق، ومحمد جمعة بن هندي رئيس المجلس الاستشاري.

 وأعضاء المجلسين التنفيذي والاستشاري، وأسامة سمرة مدير مركز الشارقة الإعلامي، وعدد من السفراء والقناصل المعتمدين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأعضاء السلك الدبلوماسي ورؤساء ومديري الدوائر الحكومية في الدولة وحشد من الاعلاميين من مختلف دول العالم.

كلمة الحاكم

وقال صاحب السمو حاكم الشارقة: إنه تقرر إنشاء مركز ثقافي للتواصل وتشرفت بأن أكون أنا الرئيس الفخري لذلك المركز، وخلال سنتين من البحث والتواصل مع المؤسسات الإفريقية في كل البلدان الإفريقية لإيجاد وسيلة من التواصل الثقافي، خرجت بنتيجة أن الدول الإفريقية تعتمد في ثقافتها بقواعد السلوك الذي يميز المجموعات من غيرها في تلك الاتصالات والمعاهدات.

وذلك ما يسمى عند العلماء الانثوجرافي، فلما تعمقت في تلك الاتصالات وجدت التأثير كبيرا من الدول الغربية أكثر منها على تلك الدول الإفريقية، حيث كان الاستعمار الغربي قد ضرب أطنابه في تلك البلدان ، فكان علي أن أبحث التواصل مع الغرب بما يساعدني على التواصل مع الدول الإفريقية.

وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة: إنه ومن خلال دراسة الثقافة الأوروبية أو الغربية وجدت أن هناك أسلوباً آخر للثقافة يعتمد في ذاته على الإبداعات والتراث والمكاسب الثقافية والكتب والموسيقى والمسرح والأفلام.

إذاً لم يكن لدي هنا في الشارقة أي وسيلة للتواصل ما لم أوجد تلك العناصر من الثقافة في بلدي، وفعلاً في أبريل 1979 كان هناك لقاء بقاعة إفريقيا مع مجموعة من الشباب وكان الإعلان الذي أعلنته في ذلك اللقاء ، فقلت إنه قد آن الأوان لوقف ثورة الكونكريت في الدولة ليحل محلها ثورة الثقافة ، وقلت للشباب إن لدي خطة سأفاجئ بها الجميع وهي مشروع الشارقة الثقافي الذي بدأ في ذلك الوقت.

ولكنني أرفض أن تفقدني أي منها توازني، وكنا كذلك لم نأخذ كل ما يأتي من الغرب وإنما كنا نضيف الإضافات التي نحتاج إليها، وبذلك التواصل والتطور الثقافي بالشارقة كانت منظمة اليونيسكو على تواصل معنا تراقب حركتنا في كل تلك السنوات.

وقررت أن تكون الشارقة العاصمة الثقافية للعالم العربي في سنة 1997 للسنة الثالثة من بعد مصر وتونس ، وكنا سعداء وشركاء مع اليونيسكو نتواصل ونظن أننا قد حققنا جزءاً من ذلك التواصل مع العالم العربي.

وأضاف سموه: ان الشارقة كانت قد اشتركت في متحف مترو بوليتان في نفس المكان الذي به الحدث ، وفي نفس الزمان الذي فيه الحدث ، وكانت الشارقة متواجدة بكل ثقلها لنثبت أننا لم نتوار بل بالعكس نكون متواجدين وكان خطيب ذلك الافتتاح يشيد بالشارقة في كلمة الافتتاح.

ولن تستمر تلك الضربة فقد خارت قوى من يقوم بالضرب واستمر التواصل مع المدن الغربية ، وكنا نقيم المهرجانات في كل بلد أوروبي ونعرض تراثنا ونعرض ما لدينا وكانت هناك رقصات ، وإنني كنت أشاهد ، وإنني كنت أحرص على أن أشارك أنا معهم ، وكان الأهالي من تلك البلدان يلبسون مثل لباسنا والنساء يلبسن لباس نسائنا ويرقصون معنا بكل محبة وإخاء.

كان هذا نهجاً من أعظم النهج التي حققناها في ما يسمى بالتواصل، لكن ونحن في تلك الفترة ونفخر بتلك الثقافة التي استطاعت أن توصلنا إلى اسماع الغرب وإلى مدنهم وإذا بالضربة الثانية ، وكانت في ثقافتي، العولمة ، إلغاء الثقافة ، تخطي أسوار اليونيسكو ، وكنا في حيرة من أمرنا ولم يكن إلغاء تلك الثقافة قائماً على قرارات فارغة .

وإنما ربطت بالتبادل التجاري والتهديد تلغي ثقافتك أو تموت جوعاً معنى ذلك تحطم الأدوات التي كنت استعملها للتواصل الثقافي، ولكن بريق أمل قد لاح من فرنسا وكان خطاب الاستثناء الثقافي وكانت الضربة التي جعلت العولمة تترنح وتبعدها دول أخرى فتنفسنا الصعداء، وأتت بعد ذلك منظمة اليونيسكو لتأخذ مكانها ومسؤولياتها وكنا شركاء معها في مد الثقافة بالمحبة والإخاء.

وقال سموه: إنني وأنا أتحدث على المنصة كانت أغاني تلوح صوراً كنت قرأتها صوراً للعصر الثقافي في فرنسا من بعد 1914 ولاحت أمامي صورة ( تريفورز ) ذلك اليهودي الذي زج بالسجن ظلماً من قبل (استرازيه) ذلك الضابط الذي افترى عليه بأنه جاسوس لألمانيا وقامت قيامة الأدباء والمثقفين، وهي الصورة التي كنت أتمناها في بلدي في أي مكان في بلدي ، وإذا تلك المجموعة من المثقفين يتقدمهم (ايميرزولا) في مقالته الشهيرة إنني اتفق في تلك الصورة ، كنت أنظر إلى المستقبل.

مشيرا سموه الى ان الضربة الثالثة أتت وكانت في كياني الفوضى الخلاقة creative chaos وتركت الجميع يترنح ، وأصبحنا نحن في العالم العربي ننظر إلى مواقع مثل مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا وإذا نحن نشاهد حلبات الديكة وهي تتصارع والآخرون يتفرجون حول كل حلبة من تلك الحلبات ، لولا لطف الله بنا لكانت تلك الحلبات أي حلبات صراع الديكة موجودة في كل حارة وفي كل بيت.

بحضور سلطان القاسمي ورجب طيب أردوغان

«شروق» والاستثمار التركية تعززان التجارة المتبادلة

 

بحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أبرمت هيئة الشارقة للإستثمار والتطوير (شروق) مذكرة تفاهم مع هيئة دعم وتشجيع الإستثمار التابعة لرئاسة الوزراء التركية بهدف توطيد العلاقات التجارية وتطوير التعاون المشترك بين الشارقة وتركيا في المجال الإقتصادي والإستثماري.

وجرت مراسم التوقيع خلال فعاليات الدورة الثانية من منتدى الاتصال الحكومي الذي انطلقت فعالياته في مركز إكسبو الشارقة .

ووقع الإتفاقية عن «شروق» الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للإستثمار والتطوير (شروق)، وعن الجانب التركي ايلكر آيجه رئيس هيئة دعم وتشجيع الإستثمار التركية.

وفي هذا الصدد قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي «إن العلاقات التجارية بين الإمارات العربية المتحدة وتركيا قائمة على المصالح المتبادلة والمكاسب المشتركة المجزية لكلا الطرفين.

وتشير الوقائع الحالية إلى أن هنالك تطورات ايجابية في تلك العلاقة، في ظل الأرقام التي تظهر ارتفاع الإستثمارات التركية في الإمارات العربية المتحدة إلى نحو 6 مليارات دولار، يتركز معظمها في قطاع الإنشاء، فيما بلغت الإستثمارات الإماراتية في تركيا نحو 5 مليارات دولار في العام 2011.

كما وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 5 مليارات دولار في العام ذاته، مع توقعات بارتفاع كبير ليبلغ 10 مليارات دولار بحلول العام 2015.

وشددت الشيخة بدور بأن العلاقات بين تركيا والإمارات العربية المتحدة لا تقتصر على التجارة والإستثمار، منوهة إلى مدى عمق الروابط التاريخية والثقافية المشتركة بين البلدين، وإلى الجالية التركية الكبيرة في دولة الإمارات، والتي تضم أعدادا كبيرة من المواطنين الأتراك المقيمين في الدولة والعاملين في قطاعات البناء والسياحة والنقل، فضلاً عن مشاركة الفعاليات التركية المختلفة في نحو 120 معرضاً يقام في دولة الإمارات سنوياً.

وأضافت : «تُعتبر مذكرة التفاهم هذه نقطة تحول أخرى في مسيرة هيئة الشارقة للإستثمار والتطوير»شروق»، حيث تؤكد مواصلة الهيئة سعيها لترسيخ مكانة الشارقة كوجهة إستثمارية رائدة في الإمارات والمنطقة.

وستقوم الشارقة وتركيا بموجب بنود مذكرة التفاهم بترويج الفرص الإستثمارية القائمة في كل من البلدين أمام المستثمرين في الجانب الآخر بهدف تشجيع الإستثمارات المتبادلة.

كما اتفق الجانبان على تشجيع وترويج وتسهيل الإستثمار، وتطوير التعاون البيني ضمن أوساط التجارة والأعمال في كلا البلدين، وتنسيق وتأسيس شبكات أعمال وتوسعتها، بما يُسهم في تسهيل تداول مختلف الفرص الإقتصادية المتاحة في كلا البلدين.

وسيسعى الطرفان إلى تشجيع تدفق المعلومات الإقتصادية المتبادلة، والإحصاءات والبيانات التجارية، لتسهيل إبرام العقود التجارية، وتفعيل المشاريع المشتركة، ودعم فعاليات البحوث المشتركة عند الحاجة.

وإنسجاما مع هذه الإستراتيجية، ستعمل الشارقة وتركيا على التعاون في تبادل الصحف، والمجلات، والدوريات، والفهارس، والمعلومات حول القوانين والأنظمة التي تحكم الفعاليات الإقتصادية والتجارية ضمن أوساط التجارة والأعمال في كل بلد، وعلى دعم وتشجيع تبادل الخبرات الفنية، والمعارف والفرص التدريبية.

أردوغان: زيادة العنصر البشري في وسائل الاتصال

 

ومن جانبه ألقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كلمة خلال الافتتاح قال فيها: “أثر الاتصال على العالم في كثير من الخصوصيات، وأصبح له تأثير مباشر على كل العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، إلى جانب تأثيره على السياسات والحكومات”، وأوضح أن السياسيين الذين يستطيعون استغلال الاتصال بشكل صحيح يستطيعون الحصول على أصوات الناخبين.

وشدد أردوغان على أهمية تطوير أساليب تواصل الحكومات مع المواطنين خاصة في ظل التغيرات الجذرية التي يشهدها العالم والمنطقة على وجه الخصوص حيث قال: “إن تركيا تتكون من 81 مدينة، وإن المسافة بين أقصى مدينتين تزيد على 2500 كيلومتر.

ووفقاً لمسوؤلياتي ومنصبي أزور هذه المدن عدة مرات وقد زرت 70 مدينة خلال 45 يوماً خلال الحملة الانتخابية وفي كل منها ألتقي مع جموع من الشعب، ورغم استخدامنا لوسائل الاتصال المتنوعة والحديثة إلا أن القول أو اللسان يظل هو الوسيلة الأولى في الاتصال”.

وشدد قائلاً: “قول الحق ورفع الصوت ضد الظلم يعد مسؤولية على الجميع، ولذلك فإن تركيا ترفع صوتها أمام المشاكل العالمية وهو ما قد يزعج البعض، ولكننا لم نستطع السكوت أمام سقوط الأطفال والأبرياء في فلسطين في غزة وسوريا، ولن نكون ساكتين أمام الذين يرتكبون جرائم ضد شعوبهم أو ما يفعله الديكتاتور السوري في شعبه.

وكذلك أمام ما يحدث في الصومال وماينمار وأفغانستان”، مؤكداً أن عيوناً لا ترى ما يحدث في فلسطين وغزة والقدس هي عيون عمياء، وإن ألسنة لا تتحدث عن المجازر والدماء في سوريا هي ألسنة بكماء وخرساء.

فيما اختتم أردوغان كلمته موصياً: إن كل اتصال يعتمد على التفريق اللغوي أو الديني أو العرقي أو المذهبي هو اتصال ناقص.

أنان: بناء المجتمع الصحي يرتكز على السلم والاستقرار

 

استعرض كوفي أنان خلال كلمته، التجربة التي خاضها كأمين عام في أروقة الأمم المتحدة، حيث ذكر أن العالم يمر بمرحلة تغيير جذري وهناك العديد من المستجدات الكبيرة في العالم، ولكن ما يثير القلق هو حجم التعقيدات في هذه المستجدات.

وأوضح “أن القادة السياسيين لم يفلحوا في فهم تحرك الشعوب وتبنوا وجهات نظر قصيرة المدى، مما أدى إلى استفحال المشاكل وشعور المواطنين أنهم مغيبون عن اتخاذ القرار في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى الرغبة في تغيير جذري وحركات شعبية أثيرت حول العالم للمجيء بحكومات أكثر فاعلية.

كما شارك أنان الحضور خلاصة رؤيته لتطورات الأوضاع على الصعيدين الإقليمي والعالمي: “ما يحدث في العالم هو مؤشر على أهمية التواصل الفعال والحصول على ثقة المواطنين، خاصة أن المواطنين الذين يؤمنون بأن الذين يمثلونهم يحملون نفس الرؤية بشأن المستقبل سيكون هناك بينهم نوع من الثقة العميقة لإيمانهم بأن قادتهم يلتزمون ببناء مجتمع صحي يرتكز على ثلاث ركائز أساسية هي السلم والاستقرار والتنمية، وسيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان”.

وأكد أنان أن التفاعل ضروري من أجل توفير المعلومات لاتخاذ قرارات لها قوتها وهي سمة من سمات الديمقراطية، فالاتصال بين الأفراد وبعضهم وبينهم وبين الحكومات يعجل بتسوية النزاعات والمشاكل ويسمح بوجود عالم أقل تعقيداً وأكثر تعدداً، وذلك في إطار إشراك الجميع وحماية مصالح الأقليات.

واختتم أنان كلمته موصياً بالتفاؤل بالرغم من أن التحولات في العالم العربي لم تتضح معالمها بعد، ولكنه أعرب عن ثقته في أنها تتجه إلى المستقبل القائم على الديمقراطية والثقة.

 

 

سلطان بن أحمد: اجتمعنا لنتشارك الرؤى ونتخذ الخطوات الجدية

 

استهل الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، بالترحيب براعي المنتدى وضيوفه والمشاركين فيه، “لقد أخذت الشارقة على عاتقها مهمة تشكيل منصة حقيقية لتعزيز الحوار بين الحكومات والشعوب من خلال هذا المنتدى.

وذلك لمشاركة افضل الممارسات في الاتصال الحكومي وتعميم الفائدة والاستفادة من تجارب العالم أجمع في مجال الاتصال، حتى يكون التواصل بين إداراتها أكثر فعالية، فيكون خطابها أكثر تناغما”.

وأضاف: “نحن نجتمع اليوم من مختلف الجنسيات والثقافات واللغات والأديان لنتشارك الرؤى ونتخذ خطوات جدية نحو العمل والتغيير، ولنتعلم من أفضل الممارسات في مجال الاتصال الحكومي من حول العالم، فلنتحاور ونتشارك ونتواصل ونتعلم ونتعاون، فالعالم اليوم بحاجة إلى الانفتاح والنقاش والتواصل.

 والأهم من ذلك إلى التفاؤل، فعملية الوصول إلى رضا الجمهور ليست مهمة سهلة يمكن تحقيقها بين ليلة وضحاها، ونحن لا نملك عصا سحرية تستطيع تليين الصلب وتغيير المفاهيم المرتبطة بأساليب الحوار والتواصل، بل نملك عزيمة قوية لتعميم أفضل الممارسات في قطاع الاتصال الحكومي».

كما اغتنم الشيخ سلطان الفرصة لمباشرة أولى خطوات مشاركة أفضل الممارسات خلال المنتدى، حيث استعرض بإيجاز تجربة إمارة الشارقة في تطوير أساليب الاتصال الحكومي: “لقد وضعنا مهمة الارتقاء في معايير الاتصال الحكومي في إمارة الشارقة في محك التنفيذ نقودها برؤية واضحة أثمرت حتى اليوم عن بناء وحدة اتصال ستساهم في رفع مستوى التواصل بين كافة الدوائر الحكومية وجمهورها من مختلف أقطابه.

وإلى تدريب الكوادر البشرية في إدارات الاتصال الحكومي في إمارة الشارقة لتعزيز أدائها وتطويره بأسلوب يواكب التغيرات الحاصلة في العالم، وفي الاستثمار في الطاقات البشرية الشابة وتشجيعها على الانخراط في مجال الاتصال الحكومي، فخيارنا هو توفير منصة لتطوير أساليب وقنوات التواصل مع الشعب، ولا خيار أمامنا إلا العمل والتسابق مع الزمن لتحقيق المرجو”.

لبنى القاسمي: الإمارات سباقة في مجال الاتصال الحكومي

 

شهدت الجلسة الثالثة ضمن اليوم الأول من منتدى الاتصال الحكومي، والتي حملت عنوان “شبكة الاتصال الحكومي: تواصل فعال… لخطاب موحد” نقاشات هامة، قدم المشاركون خلالها رؤى قيمة حول الاستراتيجيات والأدوات اللازمة لتحقيق تواصل فعال داخل المؤسسات الحكومية.

وعمدت الجلسة إلى التعريف بالاستراتيجيات الواضحة التي تعتمد على الأسلوب الاستباقي في التواصل، والاستفادة من الخبرات العالمية لمعرفة أفضل الأدوات لتحقيق تواصل فعال بين الدوائر الحكومية، إضافة إلى تحديد المشاكل التي تواجه المؤسسات والهيئات الحكومية في الوطن العربي في مجال التخطيط الاستراتيجي.

وسلطت جلسة النقاش الضوء على ضرورة تحديث وسائل الاتصال مع الجمهور بشكل دوري، وتضمنت نخبة رفيعة المستوى من المتحدثين ذوي الخبرات الواسعة محلياً وعالمياً، بمن في ذلك معالي لبنى القاسمي، وزيرة التجارة الخارجية في دولة الامارات العربية المتحدة.

ومها الخطيب، وزيرة السياحة والآثار السابقة في المملكة الأردنية الهاشمية وعضو مجلس أعيان سابق، وجوردون غوندرو، المتحدث السابق لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، ونورة الكعبي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، والرئيسة التنفيذية لهيئة المنطقة الإعلامية أبوظبي.

أدار الجلسة تركي الدخيل، مقدم برنامج إضاءات على قناة العربية،

واستعرضت معالي لبنى القاسمي، وزيرة التجارة الخارجية في دولة الامارات، خلاصة تجربتها في العمل الحكومي مشيرة إلى أن “دولة الإمارات تعد من الدول السباقة في مجال التواصل الحكومي، بفضل الرؤية الواعية والحكيمة لقادتنا والتي تسعى إلى تأسيس هيئات حكومية تقدم خدمات راقية للمواطنين”.

وأشادت معالي الوزيرة بآليات العمل الحكومي في الإمارات، حيث تطبق نظام الرقابة المستمرة على العاملين والوزراء عبر تقييمات دورية وتقارير عن عملهم، وكل ذلك من أجل خدمة وراحة المواطن.

وأضافت: “هناك نوعان لتواصل الحكومات، الأول يكون عبر شخصيات وأفراد في الهيئات الحكومية، والآخر عبر تواصل الهيئات الحكومية مع المؤسسات الخاصة والهيئات الأخرى.

وتطرقت معاليها إلى كيفية وضع الاستراتيجيات وتطبيقها، حيث تقوم الحكومة الاتحادية بوضع استراتيجية مبنية على تقييمات مسبقة ثم تتواصل مع المؤسسات الحكومية المحلية في مختلف قطاعاتها لتبدأ بتطبيقها، مع الإشراف على عملية التنفيذ عبر زيارات يجريها ممثلي الحكومة الاتحادية لهذه المؤسسات. من جهة أخرى استقبلت معاليها لفيفا من كبار رجال الاعمال الاتراك وبحثت معهم سبل التعاون المشترك

غسان حجار: نشطاء التواصل الاجتماعي «سرقوا» إنجازاتنا

 

لن نعتبره هجوماً قاسياً من مدير تحرير جريدة النهار اللبنانية في حديثه عن مواقع التواصل الاجتماعية، ودورها الثوري في الأحداث العربية أخيراً، بقوله: “إنه لا يجوز من نشطاء تويتر وفيسبوك تبني وسرقة إنجازات الإعلام المطبوع والمرئي”، كونه بين أهمية عدم التفريق بين ما يسمى بالإعلام التقليدي والإعلام الحديث، منوهاً أن جميعها تعتبر طرقا للتواصل المعرفي.

لا ينكر فيها فضل الإعلام التفاعلي ومساهماته في تعزيز القاعدة الجماهيرية لعدد المتابعات بنسبة 5 أضعاف لصحيفته بحسب قوله، مؤكداً أن وسائل التواصل الاجتماعي تضل مفكرة خبرية تعاني قلة التدقيق الموضوعي والتقنين القانوني، إلى جانب أنها وسيلة للتعبير عن رأي أصحابها وأغلبهم من الهواة.

ويعود السبب الرئيسي لانطلاق الحوار مع حجار لكلمته التي ألقاها في الجلسة الأولى لمنتدى الاتصال الحكومي بالشارقة بعنوان: “الحكومة والجمهور وجهات نظر نحو انخراط متبادل”، مفادها: “جعل مواقع التواصل الاجتماعي المصدر الرئيسي لاندلاع التغير والثورات العربية أكذوبة”.

– كما تعلم إن ارتباط الاتصال بمفهوم الحكومي شكل ولفترات طويلة أزمة وعي بين المتلقين في المجتمع والمعنيين بالتواصل الرسمي، كيف تفسر الموضوع من باب إدارتك لمطبوعة، حيث أكدت في حديثك أنها تفاعلية، وتمتلك إنجازات سرقها نشطاء اجتماعيون تبنوا الأفكار وفعلوها إلكترونيا؟

هنا أريد توضيح نقطتين رئيسيتين في هذا الصدد، أولها أني لا أنكر دور مواقع التواصل الاجتماعي في ما قدمه على مستوى التفاعل الجماهيري، ونشر الخبر وتعزيز البحث عن ما بعد الخبر، والدليل أن النهار اللبنانية التي أنا معني بها بالدرجة الأولى تمتلك موقعاً إلكترونياً منذ عام 1993، وخضنا تجربة التفاعل الإلكتروني المباشر عبر (توتير) و(فيسبوك) بتسجيل رسمي.

واعتراضي الدائم هو فعل تصنيف الإعلام بالتقليدي والحديث في ظل أننا نشكل جزءا حيويا من صناعة الخبر في الساحة الإعلامية المعاصرة، وفعلياً لا يجوز إقصاء كل المجهود الإعلامي السابق التراكمي على مستوى القنوات الإخبارية لقنوات مثل “العربية” و”الجزيرة” على سبيل المثال، لمجرد تكاتف عوامل وفرص حول المنجز الإلكتروني التفاعلي، محققاً حراكاً مجتمعياً استهدف أنظمة السياسية في العالم العربي.

– التواصل الاجتماعي الإلكتروني ألغى مفهوم الحوار العمودي، والتوجه إلى أفقية الحديث بين الحكومة والمجتمع، وجميعها إشارة إيجابيه في إلغاء فكرة الحكم المباشر أو الأحادي أو ما يسمى بالمركزية، إلى النظام القانوني المؤسساتي، والمشاركة في صنع القرار، رأيك في مستقبل الإعلام التفاعلي؟

أصبح الوضع مختلفاً عما سبق، فالحاكم الآن أو رئيس الحكومة أصبح يتفقد الأمور بشكل مباشر ويطلع عليها، سواء بما يتقدم به المواطن أو متطلبات الخدمات العامة، متجاوبين في حالة أي تقصير في ما هية أسبابه وتوجهاته.

وتأتي فكرة التواصل الحكومي في هذا الصدد، بمعايير تحقيق التواصل المباشر الذي أهل له الانفتاح بيئة مغايرة، وجعل من حق التعبير أكثر تقبلاً، فالإعلام ليس الامور الرسمية فقط، ولكن أيضاً قصص الناس وقضاياهم.

ولنكن واقعيين في الوقت الراهن إذا قامت بعض القنوات الرسمية بتضييق منافذ التعبير على الأفراد، فإن هناك قنوات خاصة مستعدة لفتح ساعات بالقمر الصناعي والتكنولوجيا الرقمية وإرسالها للعالم.

استعراض آليات التواصل الفعال بين الحكومات والجمهور

 

أكدت جلسة “الحكومة والجمهور وجهات نظر نحو انخراط متبادل” على أهمية التواصل الفعال بين الحكومات ومواطنيها، وخاصةً في خضم التغيرات الاستراتيجية التي يشهدها العالم اليوم.

وأشار المشاركون في الجلسة إلى أن عملية الاتصال الحكومي الصحيحة تبدأ لحظة اقتناع الحكومات بضرورة التواصل مع مواطنيها وفق أسس استراتيجية، فتسعى إلى معرفة متطلباتهم ومشاكلهم واستشعار همومهم والاصغاء إليهم، لتعمد بعدها إلى الانخراط في صفوفهم، فتفهم وجهات نظرهم ويسمعون وجهة نظرها.

وعقدت الجلسة في إطار أجندة اليوم الأول من “منتدى الاتصال الحكومي 2013” الذي تستمر فعالياته حتى 25 فبراير في مركز “إكسبو الشارقة”.

وشارك في الجلسة كل من، روان الضامن، إعلامية في شبكة الجزيرة، ورائد برقاوي، مدير تحرير صحيفة الخليج الاماراتية، وجيلبيرت ضومط، مستشار ومدير شركة بيوند للإصلاح والتنمية، وغسان حجار مدير تحرير جريدة النهار اللبنانية. وأدارت الجلسة نعمة أبو وردة، الإعلامية في “بي بي سي ورلد”.

وتناولت الجلسة أفضل استراتيجيات الاتصال التي تعتمدها مختلف الحكومات اليوم في شتى أرجاء العالم، ومناقشة مدى فاعلية بعضها في الوطن العربي، ومن ثم تحديد الأدوات الناجحة للاستماع إلى الجمهور والتواصل معه بشكل أكبر، بالإضافة إلى كيفية استشراف المستقبل من خلال ملاحظة ما يدور في الشارع.

وتحدثت نعمة أبو وردة خلال الجلسة عن الربيع العربي وبداياته وكيف أنه يسعى لتغيير حياة الكثير من الناس عبر إبدائهم لآرائهم بتواصل صريح وشفاف. وأطلقت المطري مصطلح إدارة شؤون الشعب على عملية التواصل وشددت على كلمة “إدارة” وأشارت إلى كونها الكلمة المطلوبة في وصف الطريق الأمثل لتواصل الحكومات مع جمهورها، مشيدة بجهود الشارقة كونها السباقة في هذا المجال.

وفي هذا السياق، لفتت روان الضامن إلى أن المشكلة الرئيسية التي تواجه عملية الاتصال والتواصل في الوطن العربي هي التركيز على وجود طرفين في هذه العملية، بدوره، تناول جيلبيرت ضومط في حديثه الوضع الراهن للعلاقة بين الحكومة والمواطنين في المنطقة العربية قائلاً “إن التحول الجذري الذي تمر به المنطقة العربية يعمل على تغيير مفهوم الحكومة وعملها.

حيث إن الوضع المثالي يجب أن يقوم على بناء شراكة بين الحكومة والمواطن واشراك المواطن في عملية اتخاذ القرارات وتحسين الخدمات العامة والقطاعات الحيوية كالصحة والتعليم”. وشدد جيلبيرت على أهمية التواصل مع الجيل الشاب حيث وصفه بجيل الأفكار المبدعة.

وعلق غسان حجار عن دور وسائل الإعلام الاجتماعي في التواصل مشيراً إلى أن “معظم الدول التي تواجه حراكا سياسيا ليست بالضرورة متأثرة بالحملات القائمة على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث عملت هذه الوسائل على نقل الحراك فقط وكانت وسيلة لدعم وسائل الإعلام التقليدية التي بدورها تحدت البعد الجغرافي ونقلت الأحداث ساعة بساعة وبمهنية مطلقة”.

عمرو موسى: العالم العربي يتغير لنقص التواصل بين الحكومات والشعوب

 

وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وطيب رجب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، وسمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة، قد شهدوا جلسة الحوار الثانية لليوم الأول لمنتدى الاتصال الحكومي الثاني، والتي استعرض خلالها كل من عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، وأندرو يونغ، السياسي والناشط في مجال حقوق الإنسان تجربتهما الشخصية والعملية وأدارتها الإعلامية المعروفة في قناة العربية الفضائية نجوى قاسم.

وشهد الجلسة كذلك، كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، إلى جانب حشد من ضيوف المنتدى من كبار السياسيين والإعلاميين والمفكرين من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى مديري الهيئات والدوائر الحكومية في دولة الإمارات والمنطقة، وموظفي أقسام الاتصال في الدوائر الحكومية، والإعلاميين، وطلاب أقسام الاتصال في الجامعات.

وأوضح موسى: “العالم العربي ومن حوله الشرق الأوسط يتغير لأسباب من أهمها نقص التواصل بين الحكومات والشعوب وبين الشعب نفسه، لأن النظم كانت قاسية وقسوتها كانت تؤثر في فاعلية التواصل، وانتهى الأمر بثورات متكررة لأسباب متشابهة”.

وأشار موسى إلى أن التواصل أصبح أسهل ولم يعد تقليدياً كالسابق وأصبح استخدام التكنولوجيا الحديثة في الاتصال يتم بشكل مباشر بين المجتمعات ولم تعد للحكومات قادرة على قصر التواصل على طريق واحد كما كان في السابق”.

وعلّق موسى: “هناك تغيير وهناك مرحلة جديدة تماماً نحو تغيير وإنهاء الديكتاتوريات التي عطلت التطور مع ضرورة معالجة بعض الإشكاليات مثل إشكالية العلاقة بين الدين والسياسة، إلى جانب التعرف على درجة التغيير وسرعته ودور الشباب وكيفية التخلص من أمور روتينية استمرت لعقود”.

Related posts