نائب مدير منطقة الفجيرة التعليمية: العمل في المنطقة التعليمية لا يختلف عنه في الميدان التربوي

2083582237

موقع الطويين : البيان

“تحويل التحديات إلى إنجازات”، كانت طرف الخيط الذي قادنا إلى هذا اللقاء، مع قيادة تربوية، انطلقت من الميدان، وارتبطت بأهله، وهمومه، ففيما يرى غيره أن التحديات التي تواجه العمل التربوي، قد تُعيق مسيرته، يراها هو، لا تشكل هاجساً، ما دام العمل يتم بروح الفريق الواحد.

هذه الرؤية المتحضرة، نرصدها، وأمور أخرى مهمة، خلال هذا الحوار مع سعيد راشد الخطيبي نائب مدير منطقة الفجيرة التعليمية.

 طبيعة الممارسة الإدارية للعمل التربوي، تتطلب عقلية منفتحة ومتطورة وقادرة على التواصل مع نظم التعليم الحديثة، كيف تنقل هذا إلى العاملين في إدارتكم؟

بداية، كل الشكر والتقدير لأسرة تحرير مجلة “العلم اليوم”، على جهودها البناءة في التواصل مع مختلف عناصر المنظومة التربوية والمجتمعية، والعمل على حل قضايا الميدان التربوي، بما يخدم طموحات دولتنا الحبيبة، في أن نكون من أفضل دول العلم بحلول2021م. وبالتأكيد فإن أي شخص في موقع المسؤولية، أو مكلف بعمل ما، لابد أن يسعى إلى أن يكون صاحب فكر متطور، ومتجدد.

ويأتي هذا من الإطلاع الدائم على كل ما هو جديد في مختلف المجالات، مع التركيز على المجال الذي يخصه، وبالنسبة لنا، في مجال الإدارة التربوية، لابد من التواصل مع أحدث النظم التعليمية والتربوية والإدارية المتطورة.

وكيف تستطيع نقل هذه المفاهيم إلى العاملين في إدارة المنطقة؟

لابد أن يتصف المسؤول، بالمرونة، وأن يقبل الرأي والرأي الآخر، وبخاصة الآراء البناءة، التي تساهم في تطوير الأداء، وتحسين مخرجات التعليم. وبدورنا، نحن فريق العمل في إدارة منطقة الفجيرة التعليمية، نعتقد أننا منفتحون على كل ما هو جديد، ونقوم بنقل الخبرات، التي نكتسبها، إلى الزملاء من العاملين في المنطقة، والميدان التربوي، وذلك عن طريق عقد اللقاءات الدورية، وورش العمل التدريبية.

وتنظيم الملتقيات، وتوزيع نشرات التوعية، والتواصل المستمر من خلال وسائل الاتصال المختلفة، والزيارات الميدانية، مع تشجيع الباحثين والدارسين، وتعزيز عمليات التوجيه، والإرشاد بما يتفق ورؤية ورسالة وزارة التربية والتعليم، واستراتيجيتها.

هل تختلف طبيعة العمل الإداري، في إدارة المنطقة التعليمية، عنه في الميدان التربوي؟

في رأيي، أن العمل الإداري، في إدارة المنطقة التعليمية، لا يختلف عنه في الميدان التربوي، فكلاهما يُكمل الآخر، ونحن جميعاً نعمل ضمن منظومة تربوية واحدة، واضحة المعالم، ومحددة في نظمها وأهدافها، ونسعى إلى غاية واحدة في الأساس، وهي الارتقاء بالأداء والجودة لجميع عناصر هذه المنظومة، وخدمة المتعاملين وفق أرقى معايير الجودة، ونقوم بتبسيط الإجراءات، وتحقيق المصلحة الوطنية، وإن اختلفت المسؤوليات والصلاحيات المنوطة بكل واحد منا.

الاتجاهات الحديثة في تطوير الإدارة التربوية تدعو إلى اللامركزية، وتفويض المزيد من الصلاحيات، كيف تترجمون هذا على الميدان التربوي؟

اتجهت وزارة التربية والتعليم منذ سنوات، إلى تنحية المركزية بعيداً، والعمل كفريق واحد، مع تفويض الصلاحيات، وبدورنا نترجم هذا التوجه بالعمل على تعزيز مهارات وقدرات الصفين الثاني والثالث، في إدارة المنطقة وفي الميدان التربوي، للوصول إلى كوادر وطنية متميزة، قادرة على تحمل مسؤوليتها، من خلال التأهيل والتدريب المستمرين، مع منحها الثقة.

فتفويض الصلاحيات للآخرين، يفسح المجال أمامنا للكشف عن القدرات، والطاقات المبدعة في الميدان التربوي وتأهيلها، والتفرغ للقضايا المهمة الأخرى مثل التخطيط، ووضع السياسات، وإعداد البرامج والخطط التربوية، التي تساهم في تحقيق الرؤى والأهداف.

ما جهودكم من أجل تطوير العناصر التربوية، ورفع كفاءاتهم بما يتناغم مع متطلبات التطوير التربوي؟

التطوير والتجديد، والارتقاء بالأداء ومستوى الجودة، من سمات أي مؤسسة تسعى للتميز والإبداع، وهذا لا يتأتى إلا من خلال التدريب الذي يعد من المرتكزات الداعمة للمسار الوظيفي والمعاونة له. فالتدريب المستمر خلال الخدمة، مثل: ورش العمل، والدورات التدريبية، وتبادل الزيارات والخبرات، والتعلم الذاتي، واللقاءات والمؤتمرات والندوات، كلها ضرورية للعناصر التربوية العاملة في الإدارة والميدان التربوي، قبل أن يكون ضرورة وظيفية.

الإجازات المرضية، والاستقالات الفجائية، من أهم التحديات التي تواجه المناطق التعليمية، ما رأيك؟

بالتأكيد، فكلها ينعكس على استقرار العمل التربوي التعليمي، ويؤثر في حسن سير وانتظام الدراسة، وبخاصة في المدارس، فهي التي تتأثر بشكل مباشر وسلبي وتصيب المتعلم في مقتل. فالإجازات المرضية، والاستقالات المفاجئة، وإجازات المرافقة، وتمديد إجازة الأمومة، أحياناً خلال العام الدراسي، تُمثل كلها، صداعاً في رأس المناطق التعليمية، لأنها تضعنا أمام مشكلة توفير البديل في توقيت حرج، وبسرعة شديدة لضمان استقرار العملية التربوية.

وهذه التفصيلات، للأسف، لا يعلمها ذوو الطلبة وأولياء أمورهم، ومن ثم، قد يعتقدون أننا مقصرون تجاه أبنائهم، ونحن بدورنا نتعامل فوراً، في إدارة المنطقة، مع مثل هذه القضايا، ونقوم بحلها، بالتعاون مع الإدارات المختصة في الوزارة، التي لا تألو جهداً في توفير البديل المناسب.

تفويض الصلاحيات للآخرين يفسح المجال لاكتشــاف القدرات المبدعة

 يشكو بعض الأهالي من وجود تقصير، ربما غير مقصود، في الخدمات التي تُقدم لمدارس المناطق النائية أو البعيدة عن المدينة، ما الأسباب؟

لا أعتقد بوجود مناطق، أو مدارس نائية في دولتنا الآن، فجميعها ينعم بالخدمات، حالها كباقي مدن وقرى ومناطق الدولة، الساحلية والداخلية، على حد سواء. وهذا ما يلاحظ من الزيارات التي يقوم بها قادة ومسؤولو الدولة. وخير شاهد على ذلك زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لمدرسة الفرفار بالفجيرة.

وكدرة برأس الخيمة، إذ شارك أبناءه الطلبة، وأعضاء الهيئتين: الإدارية والتدريسية، احتفالاتهم باليوم الوطني 41. وفي حال حدوث بعض المشكلات الطارئة في المواصلات، مثلاً، أو الكهرباء، أو وجود شكوى لسبب ما، فنحن نقوم بالتعامل معها مباشرة، وتنتقل فرق العمل المختصة، إلى المكان لمعرفة سبب الشكوى، وحلها على وجه السرعة، بالتعاون مع الجهات المختصة.

غياب بعض الطلبة، والمعلمين أو الإداريين، بعد الإجازات، أو قبل امتحانات نهاية الفصل الدراسي، تضر بمصلحة الطالب، ما السبب، وكيفية العلاج؟

بالتأكيد هذا الأمر، يضر بالعملية التعليمية، ويؤثر سلباً، في تنفيذ خطة المناهج الدراسية، ويحتاج إلى دراسة متأنية، وشاملة لجميع جوانبها، بالتعاون مع الفعاليات التربوية والمجتمعية. فبعض الطلبة، للأسف تعودوا الغياب عن الدوام المدرسي، نتيجة لامبالاتهم بالتعليم، فهم ينتهزون أية فرصة للغياب. ويحدث هذا على مرأى ومسمع من أهاليهم، وبمباركة أولياء أمورهم! بسبب عدم وعيهم الكافي بأهمية أيام التمدرس. فالمشكلة، إذاً، تبدأ، في رأيي، من البيت.

وكيف تستطيع إدارة المنطقة التعليمية، علاج حالات الغياب غير المبرر هذه؟

بدورنا، كثفنا متابعاتنا للمدارس، قبل وبعد الإجازات، وأيام الامتحانات، وتواصلنا مع مجالس أولياء الأمور، من خلال اللقاءات المباشرة، والرسائل النصية القصيرة. وتقوم الإدارات المدرسية بتوعية الطلبة في فصولهم، وفي طابور الصباح، كما شجعنا المدارس على تنويع المناشط التربوية، وبخاصة خلال هذه الأيام، لكي تكون البيئة المدرسية جاذبة، للمتعلمين، وتمنحهم أدواراً قيادية لتوعية زملائهم على رفض التسرب.

ونقوم من خلال الزيارات الميدانية، بتوجيه المعلمين إلى ضرورة الالتزام بخطة تنفيذ المناهج، وعدم الإسراع في إنهائها قبل مواعيدها، لكي لا يجد الطالب مبرراً للتسرب من المدرسة، وقد لاحظنا، والحمد لله، هذا العام، أن نسبة الغياب، كانت محدودة في منطقتنا التعليمية.

ما أهم التحديات التي تواجه عملكم، كنائب لمدير المنطقة؟

التحديات متعددة ومتشعبة، لكنها لا تشكل هاجساً لنا في المنطقة، طالما نعمل بروح الفريق الواحد، في الإدارة، ومع الوزارة، ومع مجلس رعاية التعليم بالفجيرة، ومع عناصر الميدان التربوي، وأطراف العملية التربوية والمجتمعية، ونضع نصب أعيننا مصلحة الوطن، وأبنائه، بحيث نتمكن من تحويل هذه التحديات إلى إنجازات في المجالات المعرفية، والتكنولوجية، والهوية الوطنية، والقيم والعادات.

بعد الترقيات التي أمر بها صاحب السمو رئيس الدولة، للمعلمين، وزيادة رواتبهم، كيف ترون مردود ذلك عليهم، وعلى التعليم ككل؟

نجدد كل الشكر والتقدير والعرفان لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على مكرمته، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي أمر بتنفيذها، وهذا يؤكد ما يحظى به التربويون من مكانة رفيعة، وتقدير خاص لرسالة التعليم.

والدور البارز الذي يقومون به، وما يبذلونه من جهد، وعطاء في سبيل إعداد أبناء الوطن لمستقبل أفضل. وهو مما لا شك فيه، يُمثل لنا جميعاً حافزاً على المزيد من العمل، والتميز، والإبداع، وتطوير القدرات الذاتية، وأداء المهام والمسؤوليات الوطنية على أكمل وجه.

مدرسة المستقبل

أكد نائب مدير منطقة الفجيرة التعليمية أهمية دور الأنشطة الطلابية، في الوصول إلى المدرسة الحديثة، ومدرسة المستقبل التي ننشدها جميعاً، وقال إن مواد الأنشطة، والأنشطة الإثرائية للمناهج، تُمثل مكانة مهمة على خريطة العمل المدرسي، نظراً لدورها في اكتشاف وتبني وتنمية مهارات وقدرات وهوايات الطالب.

وتجعل منه عنصراً متميزاً سلوكياً، ومعرفياً، ومهارياً، وتؤهله للمشاركة بقوة، في عمليات التطوير التربوي، وصناعة المستقبل، لما لها من أثر فعّال، في تأصيل مفهوم الشراكة المجتمعية في التعليم وتنمية المواهب المختلفة لدى الطلبة وإعدادهم لحياة أفضل.

Related posts