سفير بريطانيا: زيارة خليفة تاريخية واستثنائية تعكس متانة العلاقات بين البلدين وتسهيلات الفيزا للإماراتيين يصدر بها قرار خلال أشهر

2a-na-112719

موقع الطويين : الاتحاد

أكد دومينيك جيرمي السفير البريطاني لدى الإمارات، أن زيارة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، المرتقبة إلى بريطانيا نهاية الشهر الجاري، بدعوة من صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث الثانية، تعد محطة مهمة في تاريخ العلاقات بين البلدين، وتعتبر الأولى لصاحب السمو رئيس الدولة منذ الزيارة التي قام بها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في ثمانينيات القرن الماضي.

ووصف جيرمي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في مقر السفارة بأبوظبي ظهر أمس، الزيارة بـ “التاريخية” و”الاستثنائية” وبأنها تعكس متانة العلاقات بين المملكة المتحدة، ودولة الإمارات العربية المتحدة، على الصعيدين الرسمي، بين قيادتي البلدين والشخصي بين العائلة الملكية في بريطانيا، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله.

وأكد جيرمي أن هناك مناقشات حول تسهيل إجراءات منح الفيزا للإماراتيين، وأن الأمر لم يتم البت فيه بعد وهو في مرحلة المناقشة وسيتم حسمه خلال أشهر.

 وقال: “لا توجد عوائق لأي من مواطني الإمارات، وإن وجهة نظر الحكومة البريطانية أنها تعمل دائماً على تأمين حدودها من خلال قوانين الدخول إليها وهناك مباحثات في هذا الشأن، حيث إن العمل يجري لحسمه، وإن قراراً وشيكاً بهذا الشأن سيخرج للنور خلال أشهر”.

 وأضاف جيرمي: “إن الزيارة ستبدأ في 30 من شهر أبريل الجاري، وتستمر يومين وستشمل الاستقبال الرسمي، واستعراض حرس الشرف، علاوة على المراسم الترحيبية بصاحب السمو رئيس الدولة فور وصوله إلى المملكة المتحدة”، مضيفاً أنه وفقا للقواعد المتبعة، فإن صاحب السمو رئيس الدولة سيرافقه وفد رفيع المستوى.

وأشار إلى أن دعوة ملكة بريطانيا، لصاحب السمو رئيس الدولة تعكس العلاقات التاريخية التي تمتد لأكثر من 60 عاما بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة، لافتاً إلى أن الاستقبال سيأتي وفق التقاليد البريطانية للترحيب بضيوف جلالة الملكة إليزابيث، كما يشمل برنامج الزيارة في اليوم الثاني استقبال أمير ويلز الأمير تشارلز ولي عهد المملكة المتحدة لمناقشة العديد من الأمور المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

وقال، “الزيارة ستكون محطة تاريخية مهمة في تاريخ العلاقات بين البلدين، حيث إنها تأتي بعد زيارة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في عام 1986، والتي جاءت بعد أن قامت الملكة إليزابيث بزيارة الإمارات في عام 1977.

التعاون العسكري

وعن أهمية الزيارة في توطيد أواصر العلاقات بين البلدين، قال جيرمي: “إنها ستشمل مباحثات لتأكيد التعاون في مختلف المجالات منها الدفاع والأمن والقطاع العسكري، والاستمرار في البرامج المشتركة، وعمل اللجنة المشتركة بين البلدين، وتدريب الجانب الإماراتي في أكاديمية “ساند هيرست” العسكرية.

وأشار إلى أنه تم في عام 2010، إنشاء اللجنة المشتركة التي جعلت العلاقات بين البلدين أقوى من الماضي في مختلف النواحي الاستثمارية والثقافية والأعمال، وأدت اللجنة دورا مهما في زيادة الاستثمارات وتقوية الروابط الثقافية، والعمل على الاهتمامات المشتركة في مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة مثل مكافحة أخطار الإرهاب وانتشار الأسلحة النووية.

ويشمل برنامج زيارة صاحب السمو رئيس الدولة إلى بريطانيا مأدبة الغداء الرسمي في “ويندسور كاستيل” السكن الرسمي لجلالة الملكة اليزابيث، واجتماعاً ثنائياً مع رئيس الوزراء في مقر رئاسة الوزراء، ووضع إكليل على قبر الجندي المجهول في كنسية ويتسمنيستر، واستقبال أمير ويلز في “كليرنس هاوس”.

التبادل التجاري

وأضاف السفير البريطاني، أن الزيارة تعد فرصة لبحث زيادة التبادل التجاري والاستثمار، لافتاً إلى أن العلاقات بين البلدين أدت لوجود حوالي 4000 شركة بريطانية تعمل في الإمارات حالياً في مختلف المجالات، وأن الإحصاءات تشير إلى وجود أكثر من 100 ألف بريطاني يعيشون ويعملون في الإمارات في مجالات الطب والتعليم والهندسة والمقاولات والبترول.

وعن حجم التبادل التجاري بين البلدين، قال جيرمي: “الإمارات تعد من أهم الشركاء التجاريين للمملكة المتحدة في الشرق الأوسط، إذ إن الأرقام تتحدث عن ذلك وبلغ حجم التبادل التجاري، نهاية عام 2012 ما يزيد على 61 مليار درهم (11 مليار جنيه إسترليني)، ومن المتوقع أن يزيد المبلغ خلال السنوات المقبلة بعد أن كان في 2010 سبعة مليارات جنيه إسترليني”.

وأضاف السفير أن الشركات الإماراتية لها حضور قوي في المملكة المتحدة ومنها شركة أبوظبي للمعارض “أدنيك” التي حازت على 30٪ من تنظيم أولمبياد لندن الأخيرة، و”طاقة” التي تزيد استثماراتها على أربعة مليارات إسترليني و”مصدر” ودبي للموانئ” .

وحول جهود حكومة دولة الإمارات لتعزيز التعاون مع بريطانيا، قال جيرمي: “أرفع القبعة لهذه الجهود التي أثمرت بالفعل العديد من الإنجازات والنتائج الإيجابية منها زيادة عدد السياح البريطانيين إلى نحو مليون سائح سنويا، وزيارة ما يزيد على 30 ألف إماراتي للمملكة المتحدة سنويا”.

وتشير الإحصاءات إلى أنه في يناير من العام الجاري، بلغت الصادرات البريطانية إلى الإمارات ما قيمته 381 مليون جنيه إسترليني (2.133 مليار درهم تقريبا)، والتي سجلت انخفاضاً قدره 11% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2012، وشهدت الواردات من الإمارات إلى بريطانيا ارتفاعا، حيث سجل 237.8 مليون جنيه إسترليني (1.331 مليار درهم تقريبا) في يناير من العام الجاري بنسبة ارتفاع بلغت 57% عن الفترة نفسها، الأمر الذي يشكل ارتفاعا في التجارة البينية قدره 7% في يناير من العام الجاري.

التعليم والصحة

ورداً على سؤال لـ “الاتحاد” حول التعاون في مجالات التعليم والتدريب بين البلدين، قال جيرمي: “التعليم من أهم القطاعات التي نركز عليها في التعاون بين البلدين بغية إعداد جيل إماراتي جديد قادر على التواجد في سوق العمل بقوة، وذلك من خلال افتتاح مدارس للتعليم في المراحل الثانوية وكان آخرها افتتاح مدرسة بريطانية جديدة في منطقة المصفح، علاوة على وجود ممثلين لأكثر من 50 جامعة سنويا لعرض برامجهم ودوراتهم من بينها 28 جامعة لديها اعتماد في دولة الإمارات”.

وأضاف، أن عدد الطلاب الإماراتيين الدارسين في المملكة المتحدة بلغ 1500 طالب وطالبة في مختلف المجالات الدراسية بالمرحلة الجامعية، كما يوجد متدربون ودارسون في أكاديمية “ساند هيرست” العسكرية.

وأشار إلى أن الأسبوعين المقبلين سيشهدان تنفيذ مبادرات للتدريب المهني في مجالات الأمن النووي، والطب والتمريض والهندسة والدفاع وفق معايير التدريب والتعليم في المملكة المتحدة لتحسين مهارات العاملين في مختلف المجالات.

وفي مجال الصحة، قال السفير البريطاني: “هذا القطاع الحيوي شهد تطوراً، حيث يوجد العديد من المستشفيات البريطانية الشهيرة مثل مركز إمبريال كوليدج لعلاج السكري في أبوظبي والعين ومستشفيات أخرى في دبي، علاوة على وجود الأطباء والجراحين البريطانيين والتحاقهم بالعمل في مختلف المستشفيات بالدولة”.

وأضاف، أن مستشفى “نيو ميديكال سنتر” مشروع إماراتي في مجال الطب تم إدراجه في بورصة لندن، ليؤكد التعاون المستمر بين البلدين في المجال الصحي والذي يشهد توافد الإماراتيين على المستشفيات في بريطانيا للعلاج.

العلاقات في تطور مستمر

أبوظبي (الاتحاد) – أكد دومينيك جيرمي سفير بريطانيا لدى الدولة أن تخصيب إيران لليورانيوم سواء للأغراض المدنية أو غيرها من دون إشراف دولي أو رقابة، يشكل خطرا على المنطقة، مشيرا إلى أن الزيارة ستشمل مناقشات حول الأوضاع الأمنية والتي تسلط الضوء على الوضع الراهن في الملف النووي الإيراني وآخر التطورات المرتبطة به.

وأشار إلى أن زيارة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى بريطانيا تأتي في إطار تعزيز التعاون، في المجالات كافة، خاصة العلاقات السياسية علاوة على الأوضاع الأمنية في منطقة الخليج العربي.

وقال، إن العلاقات السياسية بين بلاده والإمارات تشهد أقوى مراحلها، مشيرا إلى أنها تشهد تطوراً مستمراً ويتوقع أن تتطور وتتحسن في المستقبل الذي يحمل العديد من الاتفاقات والمبادرات الثنائية على مختلف الصعد. وأضاف، أن أحد أهم أوجه التعاون في السياسة الخارجية يتمثل في التحديات في سوريا وإيران وأفغانستان واليمن، مشيرا إلى أن بريطانيا والإمارات تعملان يداً بيد في مجموعة أصدقاء سوريا ومجموعات أصدقاء اليمن، وكجزء من 48 دولة في مهمة الناتو بأفغانستان والصومال.

Related posts