موقع الطويين : البيان
كشفت بلدية مدينة أبوظبي لـ”البيان” عن تفاصيل ضبطها حوالي طن من الأدوية والمنشطات الجنسية المسرطنة والمغشوشة في أحد محلات تجارة الأعشاب “العطارة” في المدينة أواخر الشهر الماضي، حيث تمت إحالة صاحب المحل إلى المحكمة تمهيداً لاتخاذ الإجراءات العقابية بحقه، بالإضافة إلى مصادرة وإعدام الكميات المضبوطة.
وروى خليفة الرميثي مدير إدارة الصحة العامة في بلدية مدينة أبوظبي أبعاد القضية التي أشرف عليها، قائلا: “بدأت خيوط العملية تتشكل منذ أكثر من شهر حين ضبطت فرق التفتيش التابعة للإدارة، خلال إحدى حملاتها على أحد محلات العطارة، حوالي 400 كيلو جرام من الأدوية والمستحضرات المقلدة والمغشوشة، فتمت مخالفة صاحب المحل وإحالته الى المحكمة التي قامت بدورها بتغريمه 20 ألف درهم”.
وأضاف: “سارع صاحب المحل المذكور بدفع الغرامة وتسوية المخالفة، وإعادة فتح أبوابه للجماهير مرة أخرى، وكان لديه إحساس أن أعين الرقابة ستبتعد عنه بعد أن قامت بمخالفته في المرة الأولى، ويستطيع أن يمارس عمله الممنوع بأريحية، إلا أنه فوجئ بواقع آخر”.
تشديد الرقابة
وأضاف الرميثي: “المحال التي تتم مخالفتها لا تُهمل وإنما تخضع لرقابة أكثر تشدداً بعد ذلك للتعرف على الإجراءات التي تمت لإزالة أسباب المخالفة والتأكد من التزامها باللوائح المعمول بها، حيث تم اتباع هذا الأمر مع محل “العطارة” المذكور ومتابعته عن كثب للتأكد من التزامه وعدم عودته لممارسه أعماله المخالفة بعد ذلك”.
وتابع: “لاحظت فرق تفتيش في إدارة الصحة العامة ومن خلال رصدها للمحل، قيامه بتحميل “كراتين” مجهولة المصدر على سيارات نقل، وتنزليها أمام المحل ثم نقلها لمكان آخر، وعندما قام المفتشون بتفقد المحل مرة أخرى لم يجدوا أي أثر لهذه الكراتين، وكل ما وجدوه أعشاب عادية مطابقة للنشاط المسموح له بممارسته”.
طلبيات خاصة
وقال الرميثي: “عقد مفتشو الإدارة العزم على فك لغز الكراتين المحملة على سيارات النقل وأين يقوم بإخفائها، فقاموا بتكثيف جهودهم الرقابية، وسؤال العديد من الأشخاص سواء المترددين على المحل أو الذين يمارسون أعمالا تجارية بالقرب منه، وتوصلوا إلى أن صاحب المحل يقوم بتخزين هذه الكراتين في منزله الواقع في نفس البناية التي يتواجد بها المحل، ويقوم بتوريد المنتجات لزبائنه بطلبيات خاصة دون أن يقوم بعرضها علانية في المحل”.
وأوضح: “بعد نجاحنا في التوصل إلى كافة أبعاد هذه القضية، قررنا المسارعة باتخاذ الإجراءات القانونية بحق هذا الشخص، فتم مخاطبة النيابة من أجل الحصول على إذن منها لدخول منزله، كما تم الاستعانة بالشرطة خلال العملية منعاً لحدوث أي احتكاك مع صاحب المحل”.
وذكر الرميثي: “عند دخولنا إلى منزل صاحب المحل اكتشفنا وجود كميات كبيرة من المنشطات الجنسية المقلدة والمسرطنة وشملت كبسولات وأكياس بودرة وإبرا طبية وأجهزة جنسية، وجميعها تم وضعها في عبوات مجهولة المصدر، مع وجود ملصقات جنسية على هذه العبوات تتضمن صورا تخدش الحياء وتسعى إلى استثارة الغرائز”.
وأضاف: “على الفور تمت مصادرة جميع هذه المضبوطات تمهيداً لإعدامها بواسطة الجهة المختصة كما تم التحفظ على صاحب المحل، وإغلاق تجارته وإحالته للمحكمة»، معرباً عن أمله أن يتم إصدار حكم مشدد بحقه خلال الفترة القريبة المقبلة، ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه تحقيق أرباح على حساب الإضرار بصحة وسلامة المستهلكين.
ردع المخالفين
وأكد خليفة الرميثي مدير إدارة الصحة العامة في بلدية مدينة أبوظبي أن أعين الرقابة ساهرة على مدار الساعة وترقب كافة المنشآت العاملة في المدينة ولا تتوانى عن ردع المخالفين وكل من تسول له نفسه الإتيان بأفعال تهدف إلى الإضرار بالصحة العامة للجماهير لاسيما الشباب.
وأشار إلى أن جميع المؤسسات الرقابية في أبوظبي تعمل في تناغم وتنسيق كبير، من أجل التأكد من التزام كافة المنشآت العاملة في المدينة بالضوابط الصحية اللازمة، داعياً مختلف فئات الجماهير لاسيما الشباب إلى عدم الانسياق إلى مثل هذه الممارسات السلبية التي تهدف إلى الإضرار بهم، وممارسة دور الرقيب وعدم التردد في إبلاغ الجهات المعنية عن اي شخص يقوم بهذه الأعمال المخالفة.
أضرار صحية
قال محمد أحمد طبيب أمراض جلدية وتناسلية إن المنشطات الجنسية المغشوشة تخلف العديد من الأضرار الصحية، فعلى سبيل المثال تحتاج المنشطات الجنسية التي تتضمن مواد عشبية إلى أن تخزن في درجة حرارة محددة ومستوى رطوبة معين، مشيراً إلى أنه مع حفظها بهذه الطريقة العشوائية قد تنمو عليها الفطريات التي تسبب الإصابة بالسرطان، وهذا الامر مثبت علمياً.
وأوضح أن الأدوية الجنسية، السليمة منها وغير المغشوشة لا تصرف إلا بوصفة طبية وبعد فحوص دقيقة من الطبيب، يحدد على أثرها الجرعة المناسبة للشخص.
