قلعة البثنة في إمارة الفجيرة تحكي قصص الكفاح والصمود فهي جاهزة لاستقبال زوارها بعد ترميمها -صور

10516_1

10516_2

موقع الطويين : الفجيرة نيوز

 تحتضن الفجيرة العديد من الحصون والقلاع التاريخية المنتشرة في مناطقها التي لا تزال شامخة تعكس صورة واضحة عن عمق ماضي الفجيرة ودورها الحضاري، وتحكي قصص كفاح وصمود 
الأجداد ، وتسرد كل واحدة منها تاريخ المدينة و تقف شامخة في وجه التغيرات لاستقطاب الكثير من السياح الأجانب من داخل وخارج الدولة . 

وتعد قلعة البثنة واحده من تلك القلاع والحصون التي تكشف عن سجل الإمارات الحافل بالنضال منذ فجر التاريخ ضد الاستعمار البرتغالي باعتبارها كانت وسيلة من وسائل الدفاع عن المنطقة .

تقع القلعة في قرية البثنة على بعد مسافة 13 كيلومتراً تقريباً غربي مدينة الفجيرة بين سلسلة من الجبال على طرفي وادي حام والحيل وتطل القلعة على عدد كبير من الواحات الزراعية، وتشكل بناء ضخماً ومتيناً، ولها برجان للمراقبة على الواجهة الغربية . وتتكون القلعة من مبنى رئيسي مخروطي الشكل من ثلاثة طوابق يعلوها أجزاء هرمية الشكل لغرض الدفاع 

والرقابة ويدخل في بنائها الحجر والصاروج والطين وجذوع وسعف النخيل والليف والسميم . ويقدر الأهالي تاريخ بناء القلعة بالعام 1735 ميلادية، وبالقرب منها وحولها تم اكتشاف وتحديد مواقع أثرية عدة يعود تاريخها إلى الألفين الثاني والأول قبل الميلاد وإلى العصور الإسلامية .

تأتي شهرة القلعة، من شكلها المعماري الفريد، وحالتها الجيدة من حيث البناء، إلى جانب موقعها المتميز، كما أنها تقع في منطقة تعد المدخل الرئيسي لإمارة الفجيرة. لذا فقد اهتم بها الشيوخ اهتماماً 
كبيراً، نظراً لدورها الخطير في حماية الإمارة من غزوات الأعداء، 
ولهذا بنيت القلعة لتكون بمثابة الحصن الحصين للأمارة .
سعيد السماحي مدير هيئة الفجيرة للسياحة والآثار : يقول قلعة البثنة التاريخية تكشف عن سجل إمارة الفجيرة الحافل بالنضال منذ فجر التاريخ ضد أي اعتداء، والتسلح بوسائل للذود عن شرف وكرامة الإنسان والمكان، وتمثل شموخ وعظمة الماضي وتحكي القلعة تاريخ المنطقة العريق، وتعبّر عن سلسلة الأحداث التاريخية التي مرّت بها عبر الزمن إذ يرجع تاريخها إلى مئات السنين، وتتميز بالطابع الهندسي الدقيق وبمكانتها وصلابتها وموقعها المناسب . حيث شيدت على شكل مربع تقريباً، فلا يمكن الدخول إليها الا بواسطة باب صغير لا يزيد ارتفاعه على متر واحد، ويؤدي هذا الباب إلى فناء كبير، ويوجد على جانبيها برجان كبيران يميزان شكلها من الخارج، وتتخلل جدرانها فتحات كانت تستخدم من قبل المدافعين عنها، وكذلك توجد فتحات بأعلى البرج تكفي لأعداد لا بأس بها من المدافعين ولزيادة حماية القلعة شيدت من الطوب المحروق وهي حتى الآن لا تزال بحالة جيدة، وحاليا العمل جاري في بعض الترميمات والإصلاحات للمحافظة عليها، وهي تختلف عن قلعة الفجيرة كون الأخيرة شيدت بأحجار الجرانيت وأحجار أخرى نارية. 

واشار: انه ضمن خطة الهيئة الشاملة لإعادة إحياء كافة المواقع الأثرية القديمة في الإمارة والتي شملت أعمال الترميم الخاصة بالقلاع والحصون المنتشرة في مدن ومناطق الفجيرة والتي يتجاوز عددها قرابة 20 موقعا. انتهت الهيئة من أعمال الترميم الخاصة بقلعة البثنة والسياج المقام حولها . 

وأوضح: ان قلعة البثنة تشكل مركزاً واحداً، ينطوي على درجة كبيرة من الأهمية، يتمثل في تفعيل وتوظيف السياحة الأثرية في الإمارة لاستقطاب الكثير من السياح والزوار الذين يزورون الإمارة سنوياً ويتجاوز عددهم ما يقارب المليون سائح من الخارج والداخل.
مؤكدا ان السياحة الأثرية بالفجيرة المتمثلة بالقلاع والحصون جزء 
ورافد أساسي في جذب السياح من داخل الدولة وخارجها، حيث ان قلاع وحصون الفجيرة لعبت دوراً بارزاً وفعالاً في تنشيط القطاع السياحي وجذب السياح والزوار إلى الإمارة للاستمتاع بالنظر الى هذه المواقع الاثرية كما ويستنشق السائح الهواء العليل الذي يبوح بذكريات الماضي والحضارات التي عاشت في الفجيرة ، إلى جانب المناظر الطبيعية الخلابة بالإمارة التي تمتلك مقومات سياحية جيدة من خلال بنيات السهل والصحراء والجبل والبحر التي تميز طبيعتها. 

Related posts