البرلمان العربي يدعو إيران لحل قضية احتلالها للجزر الإماراتية

No Caption

موقع الطويين : الاتحاد

دعا معالي أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي، إيران للتجاوب مع مطلب دولة الإمارات العربية في حل قضية الجزر الإماراتية المحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى بالتفاوض المباشر أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. وخلال كلمته أمس أمام الجلسة السادسة لدور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الأول للبرلمان العربي المنعقدة بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، ، قال الجروان إن النزاعات الداخلية المتزايدة وتفشي ظاهرة الإرهاب، هما العدو الأول والعقبة الأكبر في سبيل تحقيق تطلعات الشعوب في التنمية المستدامة والحرية والحياة الكريمة. وقال إن البرلمان العربي يقف مجددا وبكل قوة ضد تفشي ظاهرة الإرهاب المقيت والغريب على ثقافتنا العربية وديننا الإسلامي أو الدين المسيحي.. مؤكدا أن الصراعات والنزاعات الداخلية والعمليات الإرهابية الجبانة لا تخدم سوى المخططات الخارجية الرامية إلى زعزعة أمن بلداننا وصدها عن النمو والتقدم والازدهار.

ودعا الجروان إلى العمل على نبذ الإرهاب ووقف النزاعات الداخلية المتزايدة وتوحيد الجهود للعمل صفا واحدا بهدف التنمية.. قاطعين بذلك الطريق على كل من تسول له نفسه العبث بأمن أوطاننا واستقرارها.. أو إشغالها عن مواصلة مسيرة التنمية والنهوض الحضاري. واستعرض معاليه خلال كلمته جهود البرلمان العربي خلال دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الأول، مهنئاً في بداية كلمته جمهورية مصر العربية لاستكمالها مسارها الديمقراطي وانتخاب فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر متمنيا له النجاح والسداد في تحقيق طموحات الشعب المصري الذي منحه ثقته في هذه المرحلة الحرجة.

وأوضح الجروان أن دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الأول للبرلمان العربي كان حافلا بالنشاطات والإنجازات التي تنوعت بين تمثيل وتعريف بالبرلمان العربي إقليميا ودوليا من خلال طرح قضايا الأمة العربية على الصعيد الدولي وبين نشاط برلماني داخلي متنوع كان أهمها اقتراب إصدار كل من وثيقتي حقوق المرأة العربية بعد ورش عمل متنوعة ضمت العديد من الخبرات ووثيقة الأمن القومي العربي. وقال «إننا في البرلمان العربي وكممثلي الشعوب العربية يتوجب علينا أن نعبر عن صوت المواطن العربي الرامي إلى الأمن والاستقرار والتنمية في وطننا العربي الكبير».. منوها إلى أهمية تحقيق طموحات الشعوب العربية في النهضة والرقي والحياة الكريمة بما يسوغه لنا النظام الأساسي للبرلمان العربي ولذلك فإننا نرى أن الاستقرار والأمن الداخلي هما مفتاح التنمية الشاملة التي نعمل جميعا من أجلها تلبية لتطلعات الشعب العربي». وأضاف رئيس البرلمان العربي إننا لن نكل يوما عن التذكير بقضية العرب الأولى.. ألا وهي القضية الفلسطينية والتي هي جوهر الصراع العربي الصهيوني والقضية المحورية للأمة العربية ولن نتوانى عن الدعوة إلى حلها حلا نهائيا وشاملا.

ولفت إلى أن الكيان الصهيوني لم يتوقف يوما عن الاعتداء على الأراضي الفلسطينية.. فما زالت الاعتداءات الصهيونية تتجدد متمثلة في بناء يومي لمستوطنات غير شرعية على التراب الوطني الفلسطيني ضاربا بذلك عرض الحائط كل قرارات الشرعية الدولية ضد الاستيطان. وأشار إلى أن البرلمان العربي يجدد إدانته واستنكاره للهجمة الشرسة التي تستهدف تهويد مدينة القدس وتغيير معالمها العربية وبسط السيادة الصهيونية عليها. قال معاليه «إننا لن ننسى حق أسرانا في سجون الاحتلال الصهيوني في الحرية والحياة على أرض وطنهم متمتعين بكافة حقوقهم الوطنية وأولها الحرية وإنهاء الاحتلال.. حيث نحمل الكيان الصهيوني سلامة أسرانا المضربين عن الطعام ونطالب المجتمع الدولي بالضغط على الصهاينة من اجل الإفراج الفوري عنهم».

 وأضاف الجروان «إن البرلمان العربي يجدد مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتهما والعمل على الرد على سياسات الكيان الصهيوني الغاشمة والمتحدية للشرعية الدولية من استيطان وتهويد للأراضي العربية وإرهاب للفلسطينيين العزل والأسرى والتوقف عن الكيل بمكيالين والعمل الفوري على تمكين الشعب الفلسطيني من استرجاع حقوقه الوطنية متمثلة في بناء دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف». وقال «إنه لا يفوتنا في سياق القضية الفلسطينية أن نبارك لإخواننا في فلسطين إثمار مسيرة المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية والتي كانت مطلبا فلسطينيا وعربيا.. مؤكدين دعمنا لهذه الحكومة لما فيها من خدمة لمصالح الشعب الفلسطيني في الوحدة وتدعيم القضية الفلسطينية محليا وخارجيا».

وحول الأوضاع في سوريا أكد رئيس البرلمان العربي خلال كلمته أن تطورات الأوضاع في سوريا ودخول مليشيات وأطراف متعددة في الأزمة السورية وانتشار نفوذها في المنطقة والصمت الدولي إزاء هذه التطورات يبعث على القلق إزاء ما تحولت إليه الأمور هناك.. ودان المجازر المرتكبة ضد الشعب السوري الشقيق.. محملاً المسؤولية للمجتمع الدولي على استمرار صمته على ما يرتكب ضد الشعب السوري. وفيما يخص تطورات الأوضاع داخل العراق دعا الجروان جميع القوى العراقية وذلك عبر الانخراط في حوار جدي شامل يفضي إلى تحقيق توافق وطني لمواجهة التهديدات الخطيرة التي يتعرض لها امن العراق.. مؤكدين إدانة كافة الأعمال الإرهابية بكافة أشكالها وصورها وكل الممارسات التي من شأنها أن تهدد سلامة العراق ووئامه المجتمعي.

ونوه إلى أن البرلمان العربي يدعو إلى الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يؤجج الدعوات الطائفية المقيتة والتي إن استفحلت ستكون لها تداعيات خطيرة ليس على مستقبل العراق فحسب بل على مستقبل المنطقة باسرها.. رافضا في الوقت نفسه أي تدخل خارجي من شأنه أن يعقد الوضع ويزيده سوءا. وقال الجروان إن الأوضاع الأمنية في الشق الإفريقي من وطننا العربي لا تقل أهمية عن تلك التي في الشق الآسيوي منه فإننا ندين وبشدة الهجمات الإرهابية التي شهدتها الصومال وبالأخص تلك التي استهدفت مبنى البرلمان الصومالي لما تشكله هذه العمليات المقيتة من أخطار جسيمة على أمن واستقرار وتنمية الصومال». وأضاف «إننا إذ نكرر إدانتنا لهذه العمليات الجبانة ندعو مجددا إلى الحفاظ على أمن واستقرار الصومال وحماية المدنيين وبالأخص البرلمانيين وممثلي الشعب الصومالي.. كما ندد بانتهاك الحدود البحرية لدولة الصومال واستنزاف الثروات السمكية بغير وجه حق».

وأكد أن البرلمان العربي ينظر بقلق إلى الوضع المتطور في دولة ليبيا الشقيقة داعيا إلى نبذ كافة أشكال العنف في ليبيا وبالأخص العنف ضد المدنيين والدبلوماسيين. كما أكد الجروان أن البرلمان العربي يدين كافة أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول العربية ويدعو إلى علاقات إقليمية ودولية قائمة على أساس تبادل المصالح ونشر الأمن والاستقرار لما فيه المصلحة المشتركة بعيدا عن التدخل في الشؤون الداخلية. وجدد معاليه الدعوة لإيران للتجاوب مع مطلب دولة الإمارات العربية في حل قضية الجزر الإماراتية المحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى بالتفاوض المباشر أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.

ودعا إلى دعم مبادرات الشراكة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت مع جمهورية مصر العربية.. مشيرا إلى التجاوب مع دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية إلى مؤتمر الشركاء لدعم جمهورية مصر العربية. ورحب بالمساعدة التي قدمها خادم الحرمين الشريفين والتي بلغت ثلاثة مليارات دولار أميركي لدعم الجيش اللبناني.. مشيرا إلى أن قمة الكويت أكدت على المساهمة في تأمين احتياجات الجيش اللبناني ماديا وماليا لتمكينه من قيامه بواجبه الوطني الهام في الدفاع عن لبنان وصون أمنه واستقراره.

وشدد رئيس البرلمان العربي على تفعيل التعاون العربي العربي والعمل على توحيد الصفوف نحو شراكة نهضوية وتنموية شاملة ومستدامة ومتكاملة بين الدول العربية للتغلب على التحديات العربية الداخلية من فقر وبطالة وضعف اقتصادي لتحقيق الأمن والاستقرار للمواطن العربي وتوفير الحياة الكريمة التي يتمناها. ودعا «الجروان» خلال كلمته أعضاء البرلمان إلى العمل على تطوير وتفعيل الشراكة النهضوية والعمل كممثلين للشعوب العربية من خلال مضاعفة الجهود التي تتمثل في تقارير وتوصيات اللجان المختصة وتفعيل دور هذه اللجان والعمل على النهوض بأدائها نحو التفاعل مع كل ما فيه مصلحة الشعوب العربية كل حسب تخصصه.

Related posts