الحميض . . نبات شعبي يحمله المطر

355 (30)

حبا الله بلاد الخير بأنواع من النباتات والأشجار والأنواع المختلفة من الزهور والورود، وجعلها جنة على الأرض، نتفيأ ظلالها، ونتذوق طعم نبتها الطيب المذاق، ما يدل على أن هذه الأرض معطاء وذات نوى، تكرم أهلها كلما أكرموها واعتنوا بها، وخاصة تلك النباتات التي تتسابق على حب الأرض كأهلها، تنبت في كل موسم لتمسح وجهها بالخضار والجمال والبهاء .
من هذه النباتات التي كانت ولا تزال حاضرة على موائد أهلنا وتسهم في تنويع غذائهم وتسهم في علاج بعض أمراضهم نبات الحميض الذي يضيف لموائد أهلنا مذاقه الخاص، ويعطيه الجمال، نبات الحماض من هذه الأرض ولأهلها، لاتعز به عليهم، كما هم لايعزون عليها بالحب والانتماء .

حميد بن قدور اليماحي خبير النباتات والأعشاب البرية بالإمارات يقول: “نبات الحميض أو ما يسمى ب”الحماض” من النباتات التي تنبت بعد مواسم هطول الأمطار منذ بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول إلى نهاية شهر مايو/أيار وفي الصيف ينبت معظم الأحيان بالقرب من عيون المياه والآبار والأفلاج وتنتشر في الجبال والوديان والسيوح والمنحدرات الرملية .
ويضيف اليماحي إن نبات الحميض الذي يعتبر ثميناً لدى أهل الإمارات عامة وأهالي الفجيرة والمناطق الجبلية بشكل خاص يعتبر شيئاً ثميناً حيث إنه بعد سقوط الأمطار يبدأ الأهالي في ترتيب رحلات البحث عنه لما يحتوي على فوائد كبيرة لصحة الإنسان، ويدخل في إعداد بعض الأكلات الإماراتية الشعبية المعروفة ويستخدم في علاج بعض الأمراض والآلام المعروفة لدى الأهالي، ونبات الحميض يمتاز بلونه الأخضر الأملس ويتراوح ارتفاعه ما بين 8 إلى 35 سم التفرع قاعدي ويكون سيقاناً خضراء وفي بعض الأحيان حمراء اللون، الأوراق لحمية بيضاوية مثلثة الشكل معنقة ذات سنابل زهرية أحادية أو ثنائية والأزهار غالباً كثيفة وحيدة الجنس مخضرة والثمرة حمراء عروقها بنفسجية، وجميع محتويات نبات الحميض من ورق وأزهار وساقان لها فوائد معروفة لدى الأهالي وخاصة كبار السن .
راشد عبيد بن رشيد الكتبي يقول: “الحميض نبات بري معروف منذ القدم وكان يتم جمعه بعد هطول الأمطار من الجبال والوديان وكان لا يزال يستخدم في السلطات وبعضهم يستخدمه في إعداد الأكلات الشعبية المعروفة، كما أن بعضهم يقوم بتقطيعه وإضافة الملح والبهارات إليه وأكله أخضر رغم أنه حامض الطعم نوعاً ما، مؤكداً أن نبات الحميض كان يستخدم كعلاج لبعض الأمراض المزمنة المعروفة لدى الأهالي وعلاج أمراض الأمعاء، كما يستخدم في منع الغثيان وفاتح للشهية .
شيخة صالح (أم محمد) من الفجيرة تقول: “يستخدم نبات الحميض بعد تقطيعه لأحجام صغيرة مع أكلة “السحناه” وهو “قاشع” سمك مجفف صغير ولكنه يتم طحنه في الهاون ثم يضاف له نبات الحماض المقطع قطعاً صغيرة وعصير الليمون مع “العيش” الرز، وبعضهم يأكل الأوراق فقط كواحد من أنواع المقبلات مع الطعام .
فاطمة عبيد الشحي تقول: “نحن في إمارة رأس الخيمة كانت معظم الوجبات في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي في معظم مناطق الإمارة تحتوي على نبات الحميض سواء أكله أخضر أو طبخه مع بعض الأكلات الشعبية، وكان وما زال أغلب الأهالي يقومون بتقطيع نبات الحميض إلى قطع صغيرة وخلطها مع السماق والملح ويحمص قليلاً بالزيت البلدي أو السمن العربي حتى تذبل أوراقها وتوضع بعدها في داخل رغيف من العجين البلدي المستخلص من طحين البر وتوضع على الفحم أو داخل الفرن لمدة دقيقة واحدة وبعدها يقطع الرغيف على شكل مثلثات ويقدم ساخناً، ويكون طعماً حامضاً ولذيذاً، وهذه الأكلة قليل من الأهالي يعرفونها وتشبه مناقيش السبانخ .(موقع الطويين : الخليج )

Related posts