تنفيذاً لتوجيهات خليفة وأوامر محمد بن زايد إعلان محمية المرزوم منطقة خاصة للصيد بالصقور

1387167177 3066541118

تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية رئيس نادي صقاري الإمارات، أعلنت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية في أبوظبي عن تخصيص محمية المرزوم التي تمتد على مساحة إجمالية تقدر بـ923 كيلومترا مربعا في المنطقة الغربية كمنطقة خاصة لممارسة الصقارة بالطرق التقليدية القديمة لتكون المحمية الأولى من نوعها على مستوى العالم التي توفر أجواء آمنة وملائمة لممارسة هذا النوع من الرياضات التراثية.

توجيهات

وتعتبر المبادرة استكمالاً لتوجيهات القيادة الرشيدة في دعم هذا النوع من الرياضات التقليدية والتراثية لأبناء دولة الإمارات انطلاقاً من الاهتمام الكبير الذي أولاه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، للصقارة، باعتبارها إرثاً ثقافياً هاماً وقيمة معنوية كبيرة وجزءاً لا يتجزأ من الهوية الوطنية والتراث الإماراتي، حيث تسمح المحمية بإتاحة المجال للصقارين بممارسة هذه الهواية الأصيلة داخل الدولة ضمن إطار الصيد المُستدام ووفقاً لقانون الصيد في إمارة أبوظبي، ودون تحمل عناء السفر إلى خارج الدولة خاصة وان اعداد الصقارين المسجلين رسميا في الدولة يتجاوز 5 آلاف صقار.

طبيعة

وقال عبيد خلفان المزروعي مدير الفعاليات التراثية في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس إن المحمية ستبدأ استقبال ضيوفها من هواة الصيد بالصقور اعتبارا من الخامس عشر من ديسمبر الجاري فيما ستكون المحمية مُتاحة لكافة أبناء الإمارات وزوارها وللسياح على مدار موسم الصيد السنوي خلال الفترة من شهر نوفمبر إلى شهر فبراير من كل عام، وذلك للاستمتاع بالطبيعة والبيئة الخلابة التي تمتاز بها المحمية، إلى جانب ممارسة هواية الصيد وفق رسوم رمزية في متناول الجميع.

التزام

وأوضح المزروعي أنّه سيشرف على ادارة المحمية هيئة البيئة في أبوظبي للتأكد من التزام الصقارين بقوانين ولائحة الصيد البري في الامارة والتي تستند إلى الصيد المستدام وصيد الحبارى المتكاثرة بالأسر وفقا لمواسم الصيد المحددة سنويا بحيث يتم تحديد طريدتين للصيد لكل شخص، مؤكداً أن المحمية تتميز بتفردها واختلافها عن مشروعات محميات الحياة البرية في شتى مناحي العالم، وذلك باعتبارها الأولى من نوعها التي تركز على الصقارة وفراسة الصحراء ومختلف أوجه التراث العربي والإماراتي على وجه الخصوص.

وأكد أنّ المشروع يتماشى مع قانون الصيد الذي صدر من قبل هيئة البيئة في أبوظبي والذي يقضي بتحديد مواسم ومناطق وأدوات الصيد المسموح باستخدامها داخل الإمارة.

أهداف

وأشار المزروعي إلى أنّ أهداف فتح المحمية للجمهور تتمثل في تقديم تجربة ثقافية وسياحية فريدة للصيد التقليدي في دولة الإمارات عبر موقع مميز وباستخدام وسائل تنقل بدائية، مع الحرص على استدامة الأنواع وتعزيز الوعي بالصقارة وصون البيئة والتراث، وأن تصبح أبوظبي وجهة أساسية لعشاق الصيد بالصقور، والتأكيد في ذات الوقت على الدور الهام الذي تقوم به إمارة أبوظبي لترسيخ مبادئ الصيد المُستدام، وتطوير مشاريع إكثار الصقور والحبارى في الأسر، إضافة لتعزيز الاعتراف الدولي بالصقارة كتراث ثقافي إنساني.

معايير

وأضاف المزروعي «يأتي تزايد الطلب على إقامة مشروع يسمح بالصيد بالصقور ضمن إطار قانوني ومعايير دولية للصيد المُستدام، نظرا لمحدودية العرض محليا وعالمياً، وندرة التجارب السياحية والثقافية التي تتيح للهواة والمهتمين تجربة الصقارة وتعليمها بشكل منظم».

كما أكد المزروعي أن لجنة إدارة المهرجانات تواصل جهودها في تحفيز الجيل الجديد للتعرّف على ماضي الإمارات العريق، ونحن نتطلع اليوم لأن تصبح المحمية من أهم المعالم التي تلعب دوراً مهماً في صون التراث الإماراتي ونقله للأجيال القادمة.

موروث

وكشف عن سعي إدارة المحمية بالتعاون مع اللجنة لتنظيم رحلات للسائحين للتعرّف على الطرق التقليدية للصيد بالصقور، ورحلات لطلاب المدارس للتعرف على الموروث الثقافي الخاص بالصيد بالصقور، مواقع للتخييم، تنظيم بطولات ومسابقات الصيد بالصقور، وتنظيم دورات تدريبية لتعليم الصقارة، وتأسيس مطاعم إماراتية تراثية في المحمية، وأنشطة ثقافية أخرى، وذلك بهدف الحفاظ على البيزرة كتراث معنوي، وتقديم تجربة سياحية متفرّدة.

وقال إنه سيتم العمل على الترويج للمشروع عبر العديد من الوسائل الهامة كأندية الصيد المحلية والعالمية، ووكالات السياحة والسفر، وعبر قنوات التواصل الاجتماعي مشيراً إلى أن «البيزرة» تعد من أهم ما يميز التراث الإماراتي الذي يحرص أهل الإمارات على الحفاظ عليه وتطويره ليواكب معايير الاستدامة الحديثة، وتماشياً مع سعي إمارة أبوظبي إلى تعزيز هذا الموروث التاريخي الهام عبر تنفيذ العديد من المبادرات التي يأتي في مقدمتها إطلاق مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء وفعاليات مهرجان الصداقة الدولي للبيزرة، إضافةً إلى نجاح جهود تسجيل الصقارة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو.

أطر تشريعية

ومن جانبها قالت الدكتورة شيخة الظاهري المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة بأبوظبي إن الهيئة تتولى متابعة القوانين المتعلقة بالأطر التشريعية للصيد كونها الجهة التنفيذية والرقابية الرئيسية فيما يخص أنواع الطرائد وطرق ومواقع الصيد وغيرها، حيث يتم التنسيق مع الهيئة ضمن جميع المراحل.

وقالت إن تخصيص المحمية لممارسة هواية الصيد بالصقور يأتي في إطار الجهود التي تبذلها إمارة أبوظبي لتنظيم الصيد البري بالإمارة وفقاً للقانون المحلي 22 لعام 2005 والذي تتولى هيئة البيئة في أبوظبي تنفيذه بما يتناسب مع برامج المحافظة على الحياة الفطرية والتنوع البيولوجي التي تنفذها إمارة أبوظبي.

وأضافت «نعمل بشكل وثيق بالتعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ولجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي لضمان ممارسة مبادئ الصيد المستدام وتحقيق التوازن بين ممارسة هذه الرياضة التي تعد جزءا محوريا من التراث الاماراتي الاصيل، وضمان استدامة جميع الأنواع البرية على المدى البعيد، وتم وضع اللائحة التنفيذية للقانون للتأكد من اعتماد الممارسات الفضلى وعدم استنزاف الحياة البرية في الإمارة وضمان استدامتها».

رخص

وأكدت الظاهري أن هيئة البيئة باعتبارها السلطة المختصة وفي إطار مسؤوليتها بتنفيذ قانون تنظيم الصيد البري، تقوم بمنح رخص الصيد لمشغلي ومزودي خدمات الصيد مثل المنتجعات ونوادي الصيد وتحديد مناطق ومواسم الصيد، الأدوات والمعدات التي تستخدم في الصيد والمحظور استخدامها إلى جانب الأنواع المحظور اصطيادها.

ويقتصر دور هيئة البيئة – أبوظبي على منح رخص الصيد لمشغلي خدمات الصيد فقط ولا يشمل الأفراد حيث تتولى نوادي الصيد والمنتجعات التي يتم ترخيصها من قبل هيئة البيئة – أبوظبي مسؤولية إصدار رخص الصيد للأفراد.

وقالت ان الهدف من إنشاء محمية منطقة المرزوم المحافظة على البيئات الطبيعية التي تؤويها المنطقة المحمية وبشكل خاص نبات الغضا وحماية عناصرها الحيوية والجيولوجية، بالإضافة لحماية النباتات والحيوانات المختلفة المهددة بالانقراض والعمل على تكاثرها.

موائل

وأكدت الظاهري السعي من خلال إنشاء المحمية إلى تعزيز برامج إعادة توطين الأنواع البرية المهددة بالانقراض وتوفير الموائل المناسبة لها، فضلا عن تشجيع وتطوير السياحة والأنشطة الترفيهية الرفيقة بالبيئة ورفع مستوى الوعي البيئي وتشجيع الحفاظ على الطبيعية.

ترحيب

وقال أحمد بن هياي المنصوري مدير محمية المرزوم للصيد إنّ إدارة محمية المرزوم للصيد تُرحّب بزوار وضيوف المحمية من عُشّاق الصقارة والصيد التقليدي، وتتمنى لهم أن يعيشوا تجربة تراثية سياحية فريدة من نوعها، حيث نوفر لهم فرصة ممارسة البيزرة وتعلّمها دون الحاجة إلى السفر إلى الخارج من خلال توفير المحمية لبيئة ملائمة وآمنة للصقارين والمهتمين بالأنشطة الأخرى ذات الصلة.

وأوضح أنّ المحمية تستقبل الزوار خلال موسم الصيد ويتم استقبال الزوار ضمن فرق للصيد، بحيث يتكون كل فريق من 5 أفراد كحد أقصى برفقة صيّاد محترف.

وتبلغ رسوم دخول المحمية 5000 درهم للشخص الواحد، ويشمل ذلك نفقات الحصول على الطرائد للصيد، والمبيت في مخيّم خاص، إضافة للتنقل داخل المحمية عبر استخدام الإبل حيث تعتبر المحمية منتجعا طبيعيا.

وأكد المنصوري أنه في محمية المرزوم يتم التركيز على الصيد بالصقور في المقام الأول مع عدم تقديم أية أشكال أخرى من سياحة الحياة البرية في الوقت الحالي، كما أنّ الإقامة تقتصر على الخيم التقليدية للحفاظ على الهدف الرئيسي من المشروع وهو الرجوع إلى الطبيعة والحفاظ عليها، وبالطبع يقتصر المشروع على تقديم أطر الصيد التقليدي دون الاستعانة بأية أسلحة مهما كانت.

وحرصاً على توفير أفضل سبل الراحة والأمان لجميع مُرتادي المحمية، فإن إدارة المحمية شددت على كافة الزوار ضيوف المحمية التقيّد بقانون الصيد في إمارة أبوظبي ضمن إطار الصيد المُستدام، والالتزام ببعض الشروط الضرورية التي تمّ اعتمادها بما يكفل نجاح تجربة الصيد للجميع، وعدم إلحاق أي ضرر بالمحمية وما تحويه من كنوز طبيعية، وعدم التسبب بأي إزعاج أو إيذاء للحياة البرية أو الأشجار أو النباتات، علماً بأنّ صيادي المحمية المحترفين يبذلون قصارى جهدهم لتقديم أفضل الخدمات الممكنة للمرتادين.

تبعد محمية المرزوم أو ما يطلق عليها محمية الغضا نسبة الى تواجد نبات الغضا فيها بكثرة في المنطقة الغربية من امارة أبوظبي نحو ساعة الى ساعتين بالسيارة عن مدينة أبوظبي وقد تمت زيادة المساحة الاجمالية للمشروع مؤخراً باتجاه الشرق.

والمحمية هي واحدة من بين عدد من المحميات الطبيعية والمتنزهات الوطنية التي تعمل هيئة البيئة في أبوظبي بالتنسيق مع الجهات المختصة لإعلانها كمناطق محمية ضمن مراسيم اميرية، ويهدف إنشاء المحمية للمحافظة على البيئات الطبيعية التي تؤويها المنطقة المحمية وبشكل خاص نبات الغضا وحماية عناصرها الحيوية والجيولوجية، بالإضافة لحماية النباتات والحيوانات المختلفة المهددة بالانقراض والعمل على تكاثرها. (موقع الطويين : البيان)

Related posts