محمد بن زايد: لا بد من بذل الجهود لتحقيق مقاصد الإسلام السامية

2078582758

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن تقديم الصورة الحقيقية والصحيحة عن ديننا الإسلامي هو مسؤولية الجميع، ودعا إلى أهمية بذل المزيد من الجهود والتعاون من اجل تحقيق مقاصد الإسلام السامية.

مشدداً سموه على دور العلماء ومشايخ العلم في النهوض بواجب تبيان مبادئ الإسلام والتعريف بغاياته السمحة ودحض مزاعم ادعياء العلم والدين الذين شوهوا بأعمالهم وأقوالهم الشاذة التي لا تمت للإسلام بصلة الوجه الحقيقي والناصع لديننا الحنيف واتخذوا من العنف والتعصب والقتل والدمار وسيلة للقضاء على الأبرياء وتدمير البنى الاجتماعية والإنسانية والحضارية للأوطان.

جاء ذلك خلال استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أمس في مجلس سموه بقصر البحر أعضاء مجلس الأمناء في منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة يرافقهم 19 طالباً وطالبة من طلبة برنامج إعداد العلماء الإماراتيين والدكتور علي راشد النعيمي العضو المنتدب لمركز الموطأ للدراسات والتأهيل والنشر في أبوظبي.

ورحب سموه بالضيوف من المشايخ والعلماء وطلبة العلم وتبادل معهم الأحاديث حول «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» ودوره في نشر الوعي بالمنهج الإسلامي القائم على التسامح والعدل والسلام وينبذ الغلو والتطرف والعنف والتمييز الطائفي.

قضايا الإسلام

كما تطرق الحديث حول عدد من القضايا التي تهم الإسلام والمسلمين، داعين الله عز وجل أن تنجلي صفحة الجماعات الإرهابية من أوطاننا وأفكارها الهدامة من عقول المغرر بهم، متمنين أن يعم الخير والسلام والتسامح بين الناس ويسود المنطقة.

من جانبهم اعرب أعضاء منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة عن سعادتهم بالمشاركة في هذا المنتدى، مؤكدين على بذل المزيد من الجهود في تبيان الصورة السليمة والحقيقية للإسلام في دعوته للتعايش المشترك ونبذ الكراهية والعنف، داعين الله عز وجل أن يديم الأمن والاستقرار على دولة الإمارات.

حضور

حضر مجلس سموه؛ سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الشرقية وسمو الشيخ سيف بن محمد آل نهيان وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي .

وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين في الدولة.

إطلاق برنامج إعداد العلماء الإماراتيين

أبوظبي – مصطفى خليفة

برعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وحضور الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، ونخبة من كبار العلماء من الدول العربية والإسلامية، أطلق مركز الموطأ للدراسات والتأهيل والنشر في أبوظبي أمس برنامج إعداد العلماء الإماراتيين، وذلك خلال احتفالية بفندق انتركونتيننتال أبوظبي.

وقال عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، إن البرنامج يسعى إلى تخريج نخبة من الكفاءات العلمية الشابة، المؤهلة لنشر قيم الإسلام السمحة وتعاليمه السامية، والإسهام في الحفاظ على الأمن الروحي للمجتمع الإماراتي، وتوسيع الإشعاع الديني والفكري المتزايد لدولة الإمارات.

وأكد أن البرنامج الذي اختار 19 طالباً من أبناء وبنات الإمارات من حملة الماجستير في دورته الأولى يتطلع إلى تحقيق رؤية عالم إماراتي عالمي في حركته إنساني في خطابه، مؤمن بهويته.

وأوضح بن بيه أن مبادرة «برنامج إعداد العلماء الإماراتيين» يعتبر لبنة جديدة من لبنات الصرح المعرفي المشيد، وحلقة جديدة تؤسس على ما سبقها، لاستكمال الجهود الدؤوبة للجامعات ومراكز البحث التي تعمل بحيوية مشهودة في هذا البلد، تحقيقاً لرؤية القيادة الرشيدة القائمة على أسس فكرية ومقاصد تنموية أهمها الجمع بين الإيجابية في المنطلق والفاعلية في الأداء والجودة في المخرج.

وأضاف أن هذه الرؤية التي بفضلها تعزز الاستقرار وتحقق الازدهار، لا تنحصر في الارتقاء بالجودة والفاعلية في التقنيات أو في الاقتصاد والطاقة فحسب، بل إنما تكون أساساً في الارتقاء بفاعلية الإنسان، فهو هو رأسمال هذا البلد، وهو وسيلة كل جهد تنموي وغايته، فلا تنمية إلا بالإنسان، إذ إن كل الأعمال التنموية الهدف منها إسعاد الإنسان.

ولاحظ الشيخ بن بيه أن انتشار المذاهب المختلفة على الساحة الإسلامية والعالمية، وبخاصة تلك التي تحمل رسالة دعوية ذات مضمون عقدي وسياسي واجتماعي يرمي إلى إحداث تغييرات وانحرافات حادة على الساحة الإسلامية من خلال تكوين العشرات بل الآلاف من شباب المسلمين في جامعات مبرمجة خصيصاً لهذا الغرض، من شأنه أن يحدث اضطراباً فكرياً وقطيعة مع الموروث التاريخي.

ضيق الأفق

وقال الشيخ عبدالله بن بيه إن أوضح مظهر لهذا الخلل هو التماهي الذي يحدث عند الشباب مع مصادر الفكر المنحرف وانقلاب الولاء الديني والسياسي لبدانهم إلى تلك الجهات المصدرة له، وقد يصل الأمر إلى ارتكاب خروقات أمنية موجهة من جهات أجنبية.

منهجية

ومن جانبه قال الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في كلمته: «تجسيداً لرؤية قيادتنا الرشيدة، وتنفيذاً لخطتها الاستراتيجية في ترسيخ الخطاب الإسلامي الوسطي المعاصر، فإن الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف يسعدها إضافة هذا الصرح المعرفي الإماراتي الذي نسعى معاً أن يكون المرجعية الإسلامية العالمية في الوسيطة والاعتدال والتسامح والسعادة لكل بني الإنسان».

تخريج علماء يصححون المفاهيم المغلوطة

قال الدكتور علي راشد النعيمي العضو المنتدب لمركز الموطأ للدراسات والتأهيل والنشر في أبوظبي خلال مؤتمر صحافي عقد على هامش احتفال إطلاق برنامج إعداد العلماء الإماراتيين، إن البرنامج رصين وعلى مستوى علمي راق، وسيقوم بتنفيذه وتدريسه كوادر متميزة مشهود لها بالكفاءة والعلم.

ومن شروط الالتحاق به أن يكون الطالب حاصلاً على درجة البكالوريوس كحد أدنى والهدف من اختيار هذه المجموعة المكونة من 19 طالباً في الدورة الأولى صناعة علماء إماراتيين وإعدادهم وتأهيلهم بحيث يتبوأوا مكانة الريادة والتوجيه وخدمة الأمة، من خلال مخرجات علمية متميزة، لافتاً إلى أنه يجري حالياً دراسة معادلة هذا البرنامج.

ورداً على سؤال حول كيفية الاستفادة من الخريجين في المستقبل بعد التخرج في خدمة المجتمع قال الشيخ عبد الله بن بيه إن البرنامج يهدف إلى تأهيل علماء يكون لهم إلمام بكل العلوم الشرعية والموسوعية ومعرفة جيدة بالواقع الذي يعيشون فيه واستيعاب الرؤية الإماراتية بكل ما فيها من تقاليد وولاء لهذه الأرض وفهم عميق يتعلق بكل ما يحيط بهذه الدولة من أخطار، وأن يكون لهم القدرة على الإسهام في تقديم الحلول لكل المشاكل والقضايا التي تواجه المجتمع.

وحول سؤال عن مدى إمكانية قبول عدد أكبر في الدورات المقبلة للبرنامج أشار الدكتور علي النعيمي إلى أنه تم إجراء مقابلات لعدد كبير من الطلاب ومروا بعدة اختبارات وتصفيات، مشيراً إلى أن التركيز ليس على عدد الملتحقين بالبرنامج وإنما على النوعية والجودة.

وحول دور الخريجين في مكافحة التطرف والإرهاب في المستقبل سواء داخل الدولة أو خارجها، أشار الشيخ عبد الله بن بيه إلى أن ما سيتم الوصول إليه من أفكار ستعم بالفائدة على جميع الأمة العربية والإسلامية والإنسانية.

وحول الفترة الزمنية للبرنامج وقبول من هم أعلى من درجة الماجستير في المستقبل أكد الشيخ بن بيه أن قدرات الطلاب هي التي ستحدد التوجهات المستقبلية، وأن البرنامج يمكن في المستقبل أن يقبل الطلاب بدرجة الدكتوراه، لافتاً إلى أنه برنامج مرن ومتحرك سيتم تطويره وتعديله حسب مقتضيات الحال والظروف.

أدوار

وأكد الدكتور علي النعيمي أن البرنامج يركز على العلوم الشرعية، وهو بالأساس برنامج مبتكر يتجاوب مع التحديات التي يحتاج لها أي طالب علم أو عالم لكي يسد الثغرة في ريادة الأمة وتقدمها.

وحول الدور المنوط بالطالبات المنتسبات في البرنامج بعد التخرج قال فضيلة الشيخ عبد الله بن بيه إن تأهيل الفتاة الإماراتية في هذا البرنامج سيسمح لها الولوج إلى أبواب كثيرة ومتنوعة من العلم الشرعي والمعرفة ولا يمكن حصر دورها في جانب واحد فقط، لافتاً إلى أن دولة الإمارات أعطت المرأة دورها الطبيعي في الحياة فهي وزيرة وسفيرة وسياسية، المهم هو الزاد العلمي العميق الذي يتخرج به الطالب من البرنامج.

وفيما يتعلق بمدى إمكانية تأسيس الطالبات في البرنامج في فقه المرأة فقط أشار بن بيه إلى أنه عندما نتحدث عن مقاصد الشريعة الإسلامية والمستجدات أو مقترحات العصر لا بد أن يكون فيه للإماراتي نصاب. (موقع الطويين : البيان)

Related posts