أوشك المواطن سيف راشد الدهماني من منطقة ميدك بالفجيرة على الانتهاء من إنجاز قريته التراثية المصغرة التي اختار لها منطقة رؤوس الجبال في قريته ميدك التي تبعد عن مسافي الفجيرة قرابة 7 كيلومترات غرباً.
وبدأ الدهماني العمل في القرية التراثية قبل عام تقريباً، وأنجز فيها عدداً من القلاع والحصون التراثية، التي تشكل البيئة المحلية وتعكس الهوية الإماراتية الأصيلة. وقال “قمت ببناء عدد من البيوت التراثية بأشكالها المتعددة والمعروفة لدى الأجيال التي عاصرت ما قبل الاتحاد، مثل العريش والكرين وبيوت الحصى، ونوعية أخرى من البيوت يطلق عليها “العسبك” وهى ذات شكل دائري مميز وتستخدم في أوقات الشتاء أكثر من الصيف حيث كان الأولون ينشدون فيها الدفء”.
وأضاف الدهماني أن القرية تضم عدداً من الأجنحة مثل جناح الأدوات المنزلية التي كانت تستخدم أيام زمان، وجناح للأدوات الزراعية وآخر للبيئة البرية. وأشار إلى أن القرية تم تخطيطها كنموذج مصغر للقرية التراثية وعلى مساحة تصل إلى 60 متراً مربعاً تقريباً، وتم اختيار المكان فوق رؤوس جبال ميدك حيث الأجواء الطيبة صيفاً وشتاء، حيث اعتاد أهل المكان الاستمتاع بتلك الأجواء قديماً وحتى الآن.
وتقع القرية في منطقة على مفترق طرق لعدد من الأودية مثل وادي ميدك والشعاب والشعبة وسميس حيث تجري في فصل الشتاء تلك الوديان تاركة خلفها عدداً من القنوات المائية والشلالات التي تضيف على المشهد الجبلي المزيد من الإبهار والدهشة. وبعد تعبيد الطريق الواصل إلى تلك المنطقة أصبح الإقبال عليها كبيراً من قبل المواطنين. وأكد أن هدفه الأساسي من إقامة تلك القرية التراثية المصغرة هو خدمة الأجيال الجديدة، وتقديم التراث الشعبي لهم بشكل أفضل وبسيط كما هو في نفس البيئة التي أقيم وولد فيها بعيداً عن أجواء المتاحف المكيفة الهواء.
وقال الدهماني “من المقرر أن أقوم بالتنسيق مع منطقة الفجيرة التعليمية بهدف تسيير رحلات مدرسية لهذه القرية، كنوع من الخدمة لأبناء الوطن يتم فيها اطلاعهم على إرث الآباء والأجداد، حيث من المنتظر استكمال كافة الأعمال الإنشائية للقرية بالكامل في غضون أشهر، لتكون جاهزة لاستقبال طلاب المراحل الدراسية المختلفة”. وأوضح “قمت قبل أشهر بتصميم وتخطيط الجناح التراثي لدولة الإمارات في مهرجان الجنادرية بالسعودية. وأقوم الآن ببناء قرية مصغرة مماثلة في جامعة زايد”.
المصدر : الاتحاد 6 يونيو 2011
