«سيف المزافن» تنثر بهجة العــيد في الفجيرة

بطولة السيف

سيطر المتسابقون الشحوح، نتيجةً وأداء، على فعاليات بطولة «السيف» لفن المزافن التراثي، التي تحتضن فعالياته إمارة الفجيرة، فمن بين ثمانية متسابقين تنافسوا على بطاقتي التأهل في المجموعة الثالثة، كان هناك خمسة متسابقين من قبيلة الشحوح، التي تبقى حاضرة بقوة أيضاً في بطولة فزاع لليولة على مستويي المتسابقين والجمهور.

وكشفت لجنة التحكيم، بناء على الدرجات التي تحددها، مضافاً إليها ترشيحات الجمهور، أن بطاقتي التأهل عن المجموعة الثانية ذهبت إلى متسابقين من الشحوح أيضاً هما سلطان عبدالله الشحي ومحمد بن علي بن راشد الشحي، عن الحلقة الثانية، بعد أن نال الأول نسبة 29٪ من تصويت الجمهور عبر الرسائل القصيرة، فيما نال الفائز الثاني نسبة 20٪ من إجمالي الأصوات التي بلغت في هذه الحلقة 26467 صوتاً، وكأن إمارة الفجيرة اختارت أن تعيش بهجة العيد بتفاصيل تراثية، ليس فقط عبر بطولة «السيف» لفن المزافن التراثي التي توافد جمهور غفير لمتابعة جولتها الثالثة، مساء الأول من أمس، أمام قلعة الفجيرة، بل أيضاً في الفعاليات المصاحبة للبطولة التي يبلغ مجموع جوائزها مليون درهم، واستبقت معظمها يوم إقامة البطولة في الكثير من المواقع الجماهيرية، خصوصاً قرية التراث التي استوعبت ألواناً من التراث العربي الوافد بشكل خاص من مصر وفلسطين والمغرب.

غناء وشعر

بطولة السيف

استمراراً للحضور الغنائي الأنثوي، بعد أن حلت ميثاء ضيفة الفقرة الفنية للجولة الثانية من «السيف»، جاءت المطربة أريام ضيفة الجولة الثالثة، فيما كانت الاستضافة الشعرية من نصيب الشاعر عبيد اليليلي، وعلى الرغم من إعجابه الشديد بالحماسة والفن اللذين تحظى بهما فعاليات البطولة، لدرجة أنه تمنى أن يكون أحد متسابقيها، إلا أنه أكد أنه سيختار التعبير بالقلم الشعري، وسينحاز إلى التمسك بخيار إلقاء الشعر، إذا اضطر إلى الاختيار، على الرغم من استرجاعه بيت أبي تمام الشهير «السيف أصدق إنباء من الكتب.. في حده الحد بين الجد واللعب».

وحضر فعاليات جولة «المزافن» الجديدة كل من الشيخ عبدالله بن حمد بن سيف الشرقي، والشيخ أحمد بن حمد بن سيف الشرقي، والمدير التنفيذي لشؤون الدعم المؤسسي في مؤسسة دبي للإعلام فيصل عبدالله، فيما شارك في هذه الحلقة ثمانية متسابقين جدد، تتاح لهم الفرصة للمشاركة للمرة الأولى في فعاليات الدورة الأولى من بطولة السيف (المزافن).

«سما»

أكد فيصل عبدالله أن بطولة السيف تؤكد أهمية تواصل الأجيال الشابة مع التراث الشعبي والعادات العربية الأصيلة، بهدف تعزيز الهوية الإماراتية، وتعزيز الحس الوطني والاعتزاز بالفنون الشعبية الأصيلة، مضيفاً أن «المزافن أحد الفنون التراثية في الدولة، ويعكس القيم الاجتماعية، في شكل متميز يعتمد على الحركة والإيقاع والإشارات».

وأضاف أن قناة سما دبي تقوم بنقل فعاليات هذه البطولة من مكان إقامتها في قلعة الفجيرة، ما يتيح للشباب فرصة تعلم وممارسة التسري بالسيف، وتقديم لوحات فنية تمزج القديم بالحديث وسط متابعة فضائية جماهيرية حية، ما سيكسب هذا الموروث الكثير من الانتشار والجماهيرية، داعياً في الوقت نفسه الجمهور والمشاهدين إلى متابعة منافسات البطولة.

بداية منافسات الجولة، كانت مع الثنائي المر بن زيد الشحي وسعيد حسن اليماحي اللذين قدما أداء لافتاً، استحق الأول مجموع درجات بلغ 28.30 نقطة، فيما استحق الثاني 25.60 نقطة، ليقدم بعد ذلك الثنائي الثاني: راشد بن سعدين وياسر زيد قدور الشحي أداء نال استحسان الجميع على إيقاع أغنية (السيف) بصوت الفنان الإماراتي حسين الجسمي، إذ نال الأول 27.5 نقطة، فيما نال الثاني 26.5 نقطة، لتتخلل هذه المنافسات استراحة غنائية مع الفنانة أريام التي توجهت بالشكر إلى جميع القائمين على هذه البطولة التراثية، قبل أن تقدم أغننيتها الأولى وسط تفاعل جمهور قلعة السيف.

وتابع المتسابقون تقديم عروضهم أمام لجنة التحكيم، إذ قدم كل من عيسى عبدالله الشحي وناصر علوان الحبسي أداءهما لينال كل منهما 26.3 نقطة، فيما اختتم كل من المتسابقين: سلطان عبدالله أحمد الحبسي الذي يعتبر أصغر المشاركين في هذه البطولة وعلي محمد بن يهمور الشحي أداءهما وسط حماسة الجمهور لينال الأول26.6 نقطة، والأخير 27.6 نقطة، وقدمت أريام أغنيتها الثانية والتي حملت عنوان «يا حبيب الروح» بانتظار نتائج تصويت الجمهور ونهاية المرحلة الأولى للوصول إلى الحلقة الختامية التي سيتوج فيها الفائزون بهذه البطولة التراثية. وتتألف لجنة التحكيم من: سلطان مليح رئيس اللجنة والمسؤول عن تقييم اللقية (التقابل أو دخول الميدان) وخفة السيف ومجموع النقاط التي سيقوم بتقييمها (ست نقاط)، وراشد بن سويدان اليماحي لتقييم المزافن وتشمل الارتفاع والمحاروة بالسيف ومجموع النقاط التي سيقيمها (ست نقاط)، وطارش راشد لتقييم استقبال السيف ونقاط التقييم (ثماني نقاط)، وراشد الشحي المسؤول عن تقييم الإبداع والتميز ونقاط التقييم (10 نقاط).

تدارك أخطاء

أثنى رئيس لجنة التحكيم، سلطان مليح، على أداء المتسابقين بشكل عام، مؤكداً أن معظمهم يتجه إلى تدارك أخطاء التصفيات الأولية لتقديم الأفضل، مشيراً إلى أن «السيوف بأنواعها الثلاثة ذهبية وفضية وبرونزية تشكل إغراء كبيراً للمتنافسين كافة على نيل المراكز الأولى في البطولة».

وذكر مليح أن لجنة التحكيم تقدم رأيها بكل حيادية وموضوعية أثناء الحلقة، وفي بداية كل جولة جديدة، وقبل إعلان درجات لجنة التحكيم، تضاف الدرجات أو النقاط إلى ترشيحات الجمهور عبر الرسائل النصية القصيرة، ليتم تحديد هوية المتسابقين من كل جولة تضم ثمانية يبقى منهم اثنان ليواصلا التقدم إلى المرحلة النهائية .

ونوه مليح بدور الجرس الذي يمثل أداة لتذكير المتسابق بضرورة التركيز على مهارات بعينها من خلال تقسيم وقت فقرته، مضيفاً «في كل حلقة يقرع أربع مرات كل دقيقة و10 ثوان، للانتقال من قاعدة إلى أخرى من قواعد وقوانين المزافن».

المصدر : الامارات اليوم 21 نوفمبر 2010

Related posts